اعتبر رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية للأطفال بمستشفى الأمراض العقلية "دريد حسين" للجزائر العاصمة يوم الخميس بوهران بأن الجرائم التي ارتكبتها بقسنطينة وتيبازة مؤخرا أمهات في حق فلذات أكبادهن مرتبطة باضطرابات نفسية تظهر أثناء الحمل أو الولادة. ولدى سؤاله حول المآسي الأخيرة وصف البروفيسور ولد طالب محمود بأن هذه الجرائم ب "قتل للأطفال" وهي مرتبطة باضطرابات نفسية تطرأ أثناء الحمل أو الولادة "والتي لم يتم علاجها في الوقت المناسب". "إنها أمراض تتطور مع الأسف على مدار سنوات. وهن نساء لم يتلقين العلاج النفسي اللازم في الوقت المناسب لذا تتدهور صحتهن العقلية. وتصبح تعاني من انفصام الشخصية والذهاني والإحباط الشديد. كما تتعرض حتى الى مضاعفات مع محاولات للانتحار سواء فردية أو مع آخرين" كما أوضح هذا الأخصائي ل/وأج/ على هامش المؤتمر الدولي الثاني لطب الأمراض العقلية الجامعي. ويرى نفس المتحدث بأن الوقاية الوحيدة ضد مضاعفات الاضطرابات النفسية تكمن في الحصول على العلاج. "كل امرأة تواجه صعوبات نفسية يجب أن تحظى بالعلاج أي تكفل جيد بصحتها العقلية في أسرع الآجال الممكنة" كما أوضح مما يعكس "أهمية مضاعفة المستشفيات المختصة في الأمراض العقلية والفحوصات المتخصصة. يتعين أن تصبح الصحة أولوية" وفق ذات الأخصائي. وحسب البروفيسور رتيبة عز الدين رئيسة مصلحة الاستعجالات للأمراض العقلية المركز الاستشفائي الجامعي لوهران فان الإضطرابات العقلية تعد مرض مثل غيرها من الأمراض يتطلب بالضرورة علاج و تكفل مواتي. وأشارت الى أنه "في سياق الانفعال الشديد و الأوهام انتقلت النساء إلى الفعل ووضعت حدا لحياتهن وحياة أبنائهن. لقد كانت مريضات من قبل ولكن أقاربهن لم يدركوا خطورة حالتهن العقلية". وأبرزت الأخصائية أنه في غياب العلاج والتكفل يمكن للنتائج أن تكون كارثية مثلما حدث بقسنطينة والحجوط بولاية تيبازة الأمر الذي يقتضي اللجوء الى طبيب في الأمراض العقلية. "ويبقى الفحص في طب الأمراض العقلية مع الأسف طابوها لا سيما حينما يتعلق الأمر بالنساء" كما ذكرت. ومن جهته أشار البروفيسور محند طيب بن عثمان رئيس مصلحة طب الأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا أنه حينما تكون المرأة عرضة لعدة مشاكل اجتماعية واقتصادية وعائلية وعاطفية في آن واحد يمكن أن ترتكب جرائم فظيعة كتلك التي وقعت في قسنطينة وتيبازة."نسمي هذه الوضعية بالانتحار الغيري لأن المرأة تقرر وضع حد لحياتها مع أطفالها" وفق ذات المصدر. وعرف هذا المؤتمر المنتظم تحت شعار "السلوكات الإدمانية" مشاركة أخصائيين جزائريون وأجانب قجموا من فرنسا والمغرب وتونس. وقد تناول العديد من المواضيع مثل "الإدمان والصحة العقلية" و"انفصام الشخصية والسلوك الإدماني" و"السلوكات الإدمانية بدون مخدرات" وغيرها. وفي هذا الصدد أشار المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي لوهران بن علي بوحجر ل/وأج إلى أن الإدمان أضحى يأخذ أبعادا مقلقة بوهران مبرزا أنه يتم القيام بعمل كبير من قبل المصالح المعنية سواء الأمنية أو الصحية للحد من هذه الظاهرة. إذا كانت المشكلة تمس في الماضي الفئات التي تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية ومن البطالة فإنها تشمل اليوم شباب من عائلات غنية كما أشير إليه. "نستقبل في مصلحتنا لاستعجالات الأمراض العقلية عدد متزايد من الشباب ذوي مستوى ثقافي مقبول وأشخاص يتوفرون على كل الوسائل ولكن يتعاطون المخدرات" يضيف ذات المسئول مؤكدا على أهمية دراسة هذه الظاهرة التي تزيد انتشارا بوهران. ويتم تنظيم المؤتمر الدولي الثاني لطب الأمراض العقلية الجامعي من قبل مصلحة استعجالات طب الأمراض العقلية للمركز الاستشفائي الجامعي لوهران بالتعاون مع الجمعية الجزائرية المهتمة بالإدمان ومؤسسات صحية أخرى من البلاد.