تسعى الجزائروقطر خلال السنوات الاخيرة الى تنويع وتعزيز تعاونهما الثنائي ليشمل عديد المجالات, لاسيما قطاع الداخلية والجماعات المحلية بالنظر إلى ارتباطه الوثيق بالقطاعات الأخرى. ويتجلى الاهتمام بهذا القطاع من خلال تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين لا سيما في مجال الشرطة, وذلك بغية تبادل الخبرات والتجارب. وفي هذا الإطار, يجدر التذكير بالزيارة التي قام بها المدير العام للأمن الوطني, اللواء عبد الغني هامل, الى قطر في مايو 2015 والتي كانت مناسبة لتعزيز التعاون الثنائي والشراكة بين شرطة البلدين في مجالي التكوين والتدريب الخاص بقوات الشرطة إلى جانب تدعيم التعاون في مجال مكافحة الجريمة بكل أشكالها خاصة منها العابرة للأوطان. كما كانت تلك الزيارة مناسبة استعرض خلالها اللواء هامل التجربة الجزائرية المتميزة في المجال الأمني والتي تعد في نظر العديد من المختصين نموذجا يحتذى به, لاسيما في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة. ومثلما اتفق عليه البلدان في العديد من المناسبات حول ضرورة مواصلة الاتصالات الدورية بهدف تعزيز سبل التعاون من أجل ترقية مختلف الخدمات المنتظرة من المواطن, تأتي زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي إلى قطر بداية من نهار يوم الاحد. =تنويع التعاون وتكثيفه رهان مسؤولي البلدين= وعلاوة على التعاون الأمني والشرطي, فان البلدين مرتبطين أيضا بالعديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي تمس قطاعات مختلفة من بينها ما هو مرتبط بقطاع الداخلية والجماعات المحلية. وفي هذا الإطار, يجدر التذكير بما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة المشتركة العليا للبلدين التي انعقدت بالدوحة في نوفمبر 2014 وأفضت إلى العديد من الاتفاقيات. وقد خلصت تلك اللجنة التي ترأسها مناصفة الوزير الأول عبد المالك سلال و رئيس مجلس الوزراء, وزير الداخلية القطري, الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني, إلى التوقيع على 13 وثيقة بين اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي تخص مجموعة من القطاعات منها على وجه الخصوص الرياضة ,الشباب, التعليم العالي والصيد البحري والجمارك. ولعل أهم ترجمة للتعاون بين البلدين هو قيام كل من السيد سلال والشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني, خلال زيارة هذا الأخير الى الجزائر في مارس 2015 بوضع حجر الأساس لمركب بلارة للحديد والصلب بجيجل والذي من المرتقب أن ينتج مليوني طن من الفولاذ سنويا في مرحلة أولى, على أن يتضاعف الإنتاج في آفاق 2019. وعلى الصعيد السياسي, فإن سنة الحوار والتشاور بين البلدين لم تنقطع بالرغم من الظروف التي تعيشها المنطقة العربية, حيث تجلى هذا التواصل في استمرار تبادل الزيارات بين كبار مسؤولي البلدين أو اجتماعهما في المحافل العربية والاقليمية والدولية. وفي هذا الإطار يمكن التذكير بزيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الجزائر في افريل 2014 وقبلها زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الدوحة في مارس 2013 ونوفمبر 2014, ناهيك عن زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الى قطر في أواخر سنة 2011 بمناسبة انعقاد قمة منتجي الغاز.