شوهت المناورات المغربية للحصول على الدعم الأمريكي لسياسة احتلاله الصحراء الغربية مرة أخرى صورة وزير الخارجية السابقة و المترشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون المتهمة بالاستفادة من هبات قيمتها الإجمالية 28 مليون دولار من المملكة المغربية لفائدة مؤسستها. واستنادا إلى الموقع الإعلامي الأمريكي /ذو دايلي كولير/ الذي كشف عن هذه الفضيحة الجديدة تكون هيلاري كلينتون قد قدمت "خدمتين كبيرتين" للمغرب مقابل هذه الهبة المالية لمؤسستها عندما كانت على رأس وزارة الخارجية الأمريكية. وقد أكد ذات المصدر، أن المترشحة الديمقراطية استغلت النفوذ الذي يضمنه لها منصبها لتخفيف القيود المفروضة على منح مساعدات أجنبية للمغرب الذي تمكن بذلك من الاستفادة من أموال أمريكية بعد ذلك من أجل تكثيف استغلال الموارد الطبيعية لاسيما الفوسفاط بالأراضي المحتلة للصحراء الغربية. كما أوضح الموقع الإخباري أن القيود التي يفرضها المجتمع الدولي على المغرب تركز على الاحتلال العسكري للصحراء الغربية مذكرا بأن الأممالمتحدة و محكمة العدل الدولية طالبتا المغرب بالانسحاب من هذا الإقليم والتوقف عن استغلال ثرواته الطبيعية. وتكون هذه الهبة المالية المغربية المعتبرة قد شجعت في سنة 2011 هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية على "التواطؤ" مع مديرة الوكالة الأمريكية لحماية البيئة ليزا جاكسون لغلق الشركة الأمريكية المكلفة باستغلال أكبر منجم للفوسفاط بالولايات المتحدة / لا موزاييك كومباني/ حسب الموقع. كما أشار الموقع الى أن "غلق هذه الشركة كان لفائدة المجمع الشريف للفوسفاط وهو هيئة متخصصة في استغلال الموارد المنجمية للصحراء الغربية و المسيرة مباشرة من طرف العائلة الملكية المغربية. من جهة أخرى، أوضح المصدر أن العاهل المغربي محمد السادس كان قد منح هبة بقيمة 15 مليون دولار لمؤسسة كلينتون عن طريق المجمع الشريف للفوسفاط. وتم الكشف عن العلاقات الوطيدة بين هيلاري كلينتون و ليزا جاكسون في سنة 2013 عندما التحقت هذه الأخيرة بمجلس إدارة مؤسسة كلينتون بعد مغادرتها للوكالة التي كانت تسيرها . ولإبراز الضغط الكبير الذي مارسه المغرب على عائلة كلينتون لضمان الحصول على دعمها السياسي وتبرير استمرار احتلال الصحراء الغربية ذكر الموقع الالكتروني كيف تحصلت السيدة الأمريكية الأولى سابقا كذلك على هبة بقيمة 12 مليون دولار من قبل ملك المغرب محمد السادس. وأشار المصدر إلى أن هبة ملك المغرب كانت مشروطة بتنظيم طبعة 2015 من "مبادرة كلينتون العالمية" في المغرب وبحضور كاتبة الدولة الأمريكية هذه التظاهرة السنوية للمؤسسة التي تحمل اسمها. كما تكون هيلاري كلينتون قد تحصلت باسم مؤسسة كلينتون على هبة بقيمة واحد مليون دولار من المجمع الشريف للفوسفاط لتغطية التكاليف المرتبطة بتنظيم الحدث. وندد الموقع الأمريكي بدعم هيلاري كلينتون لسياسة الاحتلال المغربي للصحراء الغربية مشيرا إلى أن الصحراء الغربية مدرجة في قائمة الأممالمتحدة للأراضي غير المستقلة. وذكر الموقع بأنه في 10 ديسمبر الأخير قامت محكمة العدل الأوروبية بإلغاء الاتفاق الزراعي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بسبب تطبيق هذا الاتفاق على الصحراء الغربية المحتلة مشيرا إلى عدم وجود أي دولة تعترف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية. وحسب قرار محكمة العدل الأوروبية لم يتحقق مجلس الاتحاد الأوروبي ما إذا كان استغلال الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب يتم أم لا في صالح السكان الصحراويين. في الواقع لم تتم استشارة الصحراويين بالرغم من إقرار الأممالمتحدة عدم مباشرة أي نشاط من هذا القبيل ما لم يستجيب لإرادة شعب هذا الإقليم. وأبرز الموقع الالكتروني الأمريكي رأي المستشار القانوني السابق للأمم المتحدة هانز كورال الذي أكد أن "استغلال الموارد الطبيعية في الصحراء الغربية الذي لا يراعي مصالح الشعب الصحراوي يعتبر انتهاكا لمبادئ القانون الدولي".