يقدم الناشرون الجزائريون عددا معتبرا من المجاميع القصصية للطبعة الحالية للصالون الدولي للكتاب, وهي حالة تفسرها العناوين التي صدرت للمناسبة ما يمثل استفاقة لكتاب القصة والناشرين معا. على غير العادة سيكون للقصة القصيرة حضورا ملفتا, حيث راهن الناشرون على كتاب قصة بالإضافة إلى الرواية التي ما تزال الملكة لدى الناشرين, وهو ذات الرهان الذي وضع السنة الماضية على الشعر. وتقترح دار الكلمة ست مجموعات تتقدمها مجموعة قلولي بن ساعد "صدر الحكاية" التي وضع فيها خلاصة موقفه القصصي كناقد, حيث يستعرض أركان القرية التي تسكنه وهواجس الإنسان المحلي عبر قصصها. ويعود الكاتب والصحافي الخير شوار بمجموعة "مغلق أو خارج نطاق التغطية" التي يواصل فيها وفاءه لنمطه الكتابي في المزج بين الواقعي والعجائبي. ويعود الكاتب عبد الكريم ينينة إلى القراء بمجموعة قصصية قصيرة جدا عن دار الكلمة بعنوان "قليل من الماء لكي لا امشي حافيا", ذات الدار تقترح أيضا "مغارة الصابوق" لعبد الله كروم. وعن الناشر نفسه صدر للكاتبة حفيظة طغام مجموعة "من مذكرات غرفتي" التي تضم نصا متوجا بجائزة غسان كنفاني للقصة القصيرة سنة 2015, إلى جانب مجموعة بعنوان "بالأحمر والاسود" للكاتبة سعاد صايبة. لم تغفل منشورات ميم التي تدخل الصالون بعدد من الروايات القصة وقدمت مجموعة أولى للكاتبة كريمة عيطوش بعنوان "الوجه الثالث للموناليزا", ومجموعة "السر الذي لم يدفن مع الحمار" للقاص مسعود غراب. وتدخل دار علي بن زيد الصالون بمجموعة قصصية جديدة للكاتب سعدي صباح بعنوان "سر البيت المفتوح" واخرى للكاتب محمد الكامل بن زيد بعنوان "تجاعيد آسرة" و"مطر يحترق" للكاتب عبد القادر صيد و"شيء من الوهم"لليمين أمير وأعمال أخرى. ويلتقي القراء الكاتب عبد الوهاب عيساوي صاحب رواية "سيرا دي مويرتي" المتوج بجائزة آسيا جبار في الدورة الأولى 2015 بمجموعة قصصية جديدة بعنوان "مجاز السرو" صادرة عن منشورات بغدادي. وتقدم الروائية أمينة شيخ عملا جديدا هو أول مجموعة قصصية لها عن دار الحبر للنشر بعنوان "وأشياء مملة أخرى" يتضمن النص المتوج بجائزة عبد الحميد بن هدوقة سنة 2012. وتعود بعد غياب الكاتب والصحافية فايزة مصطفى بمجموعة قصصية جديدة بعنوان "البراني" (دار الفيروزي) ومجموعة "شتاء دمشق" لنوار ياسين عن دار الألمعية. ويقدم الكاتب الشاب فاروق بن صادق بمجموعة "قبل أن أصرخ" التي صدرت عن منشورات فاصلة, بالإضافة إلى روايته الصادرة عن ميم. إنتعاشة في الإصدارات وإهتمام ضئيل وعن منشورات دار الأوطان يقدم الكاتب محمد بومعراف مجموعته "تذكرة سفر مقلوبة", وعن منشورات القصبة "أوقات الهجرة" لمهدي لعلاوي التي تجمع بين القصة والشعر في مزاوجة تجريبية باللغة الفرنسية. ويتجاوز عدد إصدارات هذا العام القصصية السنة الماضية في حين اكتفت الجزائر في مسابقة "الملتقى" التي تنظم بالكويت للمجموعات القصصية بسبع مشاركات من ضمن 189 مشاركة عربية. ولم تنظم محافظة الصالون الدولي للكتاب أية فعالية تتعلق بالقصة القصيرة, في الدورة الحالية, كما ان الصحافة لم تحتف بالإصدارات القصصية وصبت إهتمامها ككل مرة على الرواية. وحتى في الدراسات الجامعية والنقد لم تعد القصة مثلها مثل الشعر يجدان المساحة الكافية في وقت تغولت فيه الرواية واكتسحت صدارة الدراسات الجامعية ومذكرات تخرج الطلبة. ولم تحظ القصة القصيرة بجوائز مستقرة ولابمسابقات منتظمة باستثناء مسابقة مؤسسة فنون وثقافة التي تحافظ على إستمراريتها منذ أكثر من تسع سنوات.