يعقد مجلس الأمن الدولي, يوم الأربعاء, إجتماعا طارئا لبحث تأزم الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب شمال سوريا, بعد تداول أنباء عن فرار 50 ألف مدني من الأحياء الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها الجماعت المسلحة والتي تعرف تراجعا أمام التقدم الكبير للقوات النظامية السورية. وكانت الأممالمتحدة قد أنذرت امس الثلاثاء من أن الوضع الإنساني "مخيف" في مدينة حلب بعدما دفع التقدم السريع للقوات النظامية أكثر من 50 ألف مدني إلى الهروب من القتال من الأحياء الشرقية. وجاء إنعقاد الإجتماع الطارئ لمجلس الأمن بطلب من فرنسا للتباحث في "الوضع المتدهور" في شرق حلب, كما أفادت مصادر دبلوماسية. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت, قد طالب امس مجلس الأمن بعقد إجتماع فوري لبحث تطورات الوضع في حلب وسبل تقديم المساعدات للسكان المحاصرين. من جهتها قالت المتحدثة بإسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر امس في جنيف أن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفا "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ورأى صحفيون في شرق حلب أمس عشرات العائلات معظم أفرادها من النساء والأطفال تصل سيرا على الأقدام, ويعاني أفرادها من الإرهاق والبرد الشديد والجوع. وكان المبعوث الأممي إلى سوريا, استيفان دي ميستورا, قد أكد من جهته قائلا "لا أستطيع تحديد مدة صمود شرق مدينة حلب مع استمرار القتال هناك", مشيرا إلى وجود تزايد مستمر في التحرك العسكري. وكانت الأممالمتحدة قد وجهت نداء عاجلا أمس إلى أطراف الصراع في سوريا لوقف القصف في شرق المدينة, والسماح بعبور مساعدات إنسانية إلى المحاصرين. وأعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبراين, عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". وفي هزيمة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في العام 2012, فقدت الفصائل المعارضة الإثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية إثر تقدم سريع أحرزته قوات النظام وحلفاؤها في إطار هجوم بدأته منتصف الشهر الحالي لإستعادة السيطرة على كامل مدينة حلب. وقال أوبراين إن "من المرجح أن آلافا آخرين ليس لديهم من خيار سوى الفرار في حال استمرت المعارك وازدادت حدة في الأيام المقبلة". وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن آلاف الاشخاص نزحوا منذ ليل الاثنين الثلاثاء إلى مناطق سيطرت عليها قوات النظام في اليومين الأخيرين وتحديدا من حيي الشعار وطريق الباب اللذين يشكلان حاليا خطوط المواجهات بين طرفي النزاع وفيهما كثافة سكانية مرتفعة. -الانتصار في حلب سيكون أكبر انتصار للحكومة السورية منذ 5 سنوات- تمكن الجيش السوري خلال العملية العسكية التي يخوضها ضد الجماعات المسلحة والارهابيين في مدينة حلب شمال سوريا, من تحقيق إنتصارات وإسترداده لبعض الأحياء الهامة في شرق المدينة سيكون أكبر فوز للحكومة السورية في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات وأسوأ هزيمة لمسلحي المعارضة. وراحت بعض المناطق في الجزء الشرقي من مدينة حلب التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة منذ عام 2012, تتساقط الواحدة تلو الآخرى بيد الجيش السوري و وبدعم روسي. وبات الجيش السوري يسيطر على ما يقرب من نصف المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في شرق حلب, وسط موجة كبيرة من النزوح, والآلاف من المدنيين قد غادروا المناطق التي يسيطر عليها المسلحون باتجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الجزء الغربي من حلب. وتعد حلب من أكبر المدن في سوريا, وهي العاصمة التجارية الأولى لسوريا قبل نشوب الأزمة في مارس 2011, بالتالي السيطرة عليها تعد "إنجازا مهما" للجيش السوري. وبالإضافة إلى حلب, قد أكمل الجيش السوري سيطرته على خمس مدن سورية رئيسية, وهي دمشق العاصمة ومحافظتي حمص وحماة في وسط سورياالمدينة الساحلية اللاذقية . وتأتي هذه الإنتصارات بعد ان واجهت العملية السياسية "طريقا مسدودا" في الآونة الأخيرة مع المسلحين وعدم وجود قيادة مركزية لاتخاذ موقف موحد, ناهيك عن الجماعات الإرهابية مثل "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة والمسلحين الآخرينالذين أعلنوا الولاءات إلى جبهة النصرة والجماعات المتطرفة الأخرى. وكان المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا في "حميميم" بريف اللاذقية, قد أعلن يوم أمس الثلاثاء, إن الجيش النظامي إستعاد 14 حيا شرق حلب, بينما خرج حوالي 9 آلاف شخصا من سكانها المحاصرين. وأضاف المركز في بيان أن "القوات النظامية واصلت خلال الليلة الماضية, التقدم بالأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها العصابات المسلحة, وخلال ال 24 ساعة الماضية تم تحرير 14 حيا في المناطق الشرقية من حلب من الإرهابيين بالكامل, أي نحو 300 ألف وحدة سكنية". وكان مركز "حميميم" قال يوم الاثنين إن 40 في المائة من المساحة في شرق حلب باتت تحت سيطرة الجيش السوري, حيث يعيش أكثر من 80 ألف شخصا.