شنت قوات المعارضة السورية هجوماً داخل حلب، الاثنين، وقصفت مناطق يسيطر عليها النظام واشتبكت مع قوات متحالفة مع النظام في وسط المدينة المقسمة الواقعة في شمال غرب البلاد. وقصف الطيران الحكومي مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة والمناطق الشمالية المتاخمة لها بعد أيام من قطع القوات الحكومية لطريق يقود إلى أحياء تسيطر عليها المعارضة وتقدمها لاستكمال حصارها لهذه الأحياء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن قوات المعارضة أطلقت أكثر من 300 قذيفة على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها الحكومة رداً على تقدم قوات الحكومة باتجاه طريق الكاستيلو. وأصبحت حلب - كبرى المدن السورية قبل الحرب - ساحة قتال رئيسية في الحرب الدائرة منذ نحو ست سنوات. وتسيطر الحكومة على المراكز السكانية الكبيرة في غرب البلاد باستثناء إدلب ومناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب. ويسيطر مقاتلون أكراد على مناطق شاسعة على امتداد الحدود مع تركيا وبالقرب منها في حين يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الرقة ودير الزور في الشرق. وقالت وسائل الإعلام السورية الحكومية، إن ثمانية أشخاص قتلوا في حلب وأصيب عشرات وتهدمت مبان جراء القصف. وقال شاهد، إن اشتباكات عنيفة وقعت قرب البلدة القديمة في حلب القريبة من القلعة. وقالت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا في بيان، إنه شنت هجوماً في المنطقة وتقدمت باتجاه سوق في منطقة تسيطر عليها الحكومة. ويقول حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد ومنهم روسيا إنهم يقاتلون جبهة النصرة في حلب. لكن جماعات تقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر تقول إنها تسيطر على مناطق في المدينة. وأقر أسامة أبو زيد وهو مستشار قانوني للجيش السوري الحر، بأن هناك "عملية داخل مدينة حلب"، لكنه رفض التعليق على الفور عليها نيابة عن جماعته. ونأى بالجيش السوري الحر عن بيان جبهة النصرة وأعمالها. وكانت حلب مركزاً لقتال عنيف منذ انهارت هدنة هشة وتوقفت جهود السلام في وقت سابق هذا العام. وأعلن الجيش السوري التهدئة لمدة 72 ساعة ثم مددها لنفس الفترة في الأيام القلية الماضية. والتهدئة الثانية ما زالت سارية لكن القتال مستمر بلا هوادة.