افتتح نادي أي سي ميلان الايطالي لكرة القدم مدرسة كروية بالجزائر تعتبر الأولى في إفريقيا, اليوم الخميس بحضور نجم وقائد النادي الاسبق والمنتخب الايطالي فرانكو باريزي. و افتتحت هذه المدرسة الكروية بالشراكة مع مدرسة تعليم كرة القدم "آراب فوت" والتي تتكفل بالتنقيب عن المواهب الشابة في كرة القدم في مختلف أرجاء الوطن بالتنسيق مع تقنيين ايطاليين تابعين للفريق الايطالي. وأوضح باريزي في ندوة صحفية "نسعى الى ترسيخ فلسفة النادي والكرة الايطالية عموما في الجزائر, لاننا ندرك ان بلدكم يمتلك خزان كبير من المواهب الكروية والشباب هنا يهوي هذه اللعبة كثيرا". واضاف "نقدم منهجا جيدا في الكرة ونبني منهجيتنا على الحوار المستمر بين المدربين والمسيريين واللاعبين الشبان". وقال من جهته آليساندرو جياني, مسؤول مدارس وأكاديميات نادي ميلان عبر العالم "هدفنا نقل الخبرة الكروية للجزائر, وسنمنح الفرصة لجميع المواهب لتدعيم مدرسة الميلان في ايطاليا". وتم تعيين لاعب "الروسونيري" الاسبق دافيد إيكورتي للاشراف على التدريبات في الجزائر, لكنه سيحضر دوريا, كما سيمكث لبعض الاسابيع بالجزائر للتحدث مع اولياء اللاعبين حول جدية النادي في هذا المشروع. وحسب منشطي الندوة, فسيتم نقل اللاعبين المتميزين بصفة دورية الى ميلانو واكاديمية النادي "ميلانيلو" الى غاية تجاوزهم سن ال18 عاما. ولاختيار احسن اللاعبين, ستنظم المدرسة دورات كروية على مستوى ميادينها بالمعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا الرياضة بلدالي براهيم (الجزائر) ومركز تحضير المنتخبات الوطنية بالسويدانية (غرب العاصمة). وملعوم أن اللاعب المنتمي الى المدرسة يدفع مبلغا يتراوح ما بين 8 آلاف الى 12 الف دج شهريا لتغطية تكاليف التكوين حسبما اعلن عنه ممثل نادي ميلان في الجزائر ومدير شركة "آراب فوت" يزيد سليماني, الذي اشار الى امكانية "التكفل باللاعب الموهوب في حال ما اذا كان معوزا". التركيز على الوازع الأخلاقي قبل الفني لتكوين لاعب "مثالي" وأجمعت الاطراف التي نشطت هذه الندوة بفندق "الهيلتون" بالجزائر على أن المشروع ليس كرويا بحتا, بل أن الجانب الاخلاقي لبناء شخصية اللاعب تحظى بأهمية بالغة. وتولي المدرسة الكروية الاهتمام الاكبر الى "بناء شخصية اللاعب بالتوازي مع صقل مواهبه الكروية, ولا يمكن تقديم لاعب ماهر دون اخلاق عالية, لكي يصبح شخص مميز داخل وخارج ارضية الميدان" حسبما اكد عليه آليساندرو جياني, مسؤول مدارس وأكاديميات نادي ميلان عبر العالم. أما اللاعب السابق إيكورتي فقال "صحيح اننا سننقل الخبرة الفنية الايطالية الى الجزائر, لكن نركز على بناء شخصية اللاعب قبل بنائه من الناحية الفنية والبدنية, الوازع الاخلاقي يحظى بجزء هام وكبير في مشروعنا التكويني". وقال ايضا "لا يمكن تكوين لاعب ذو مهارات كروية عالية دون تصرفات أخلاقية, يجب بناء لاعب خلوق. كما نمتلك الحلول لمساعدة كل لاعب قد يكون يعيش ضغوطات أو مضطرب من الناحية النفسية". كما أكد أن نادي الميلان "سيمنح الفرصة للاعب الجزائري لتفجير طاقاته محليا أو في أوروبا ولدينا طرق مختلفة لبلوغ الاهداف". من جهته شدد فرانكو باريزي على أنه "يجب ان يكون شخصا مميزا قبل ان يكون لاعبا كبيرا". وتتواجد 12 مدرسة "ميلانية" عبر العالم تضم 9 آلاف لاعب شاب و 18 فني إيطالي لمساعدة مدربي النادي, غير ان المدرسة التى دشنت اليوم بالجزائر تعد الأولى في القارة الافريقية.