دعا المؤتمر العاشر لوزراء التربية والتعليم العرب الذي اختتمت أشغاله مساء يوم الاحد بالبحر الميت (الأردن) الى إقرار إصلاح تعليمي حقيقي للمنظومات التربوية العربية من خلال إجراء دراسة معمقة لواقع التربية العربية والإستفادة منها في تجديد مسيرة الإصلاح التربوي . وأكد المؤتمر ضرورة توجيه "بوصلة" عملية إصلاح أنظمة التربية والتعليم العربية نحو المستقبل ومتطلباته وذلك لترشيد الاستثمار في الإنسان والتنمية من خلال رؤية واضحة شفافة أمام المؤسسات المسؤولة عن التربية في الوطن العربي لتقوم بدورها بكفاءة متميزة وبأداء فعال وإنتاجية عالية وتنافسية دولية. وكشف الاجتماع عن وجود "ضعف واضح في المخرجات التعليمية العربية وبخاصة في المجالات العلمية والبحثية وقصور في تلبية متطلبات سوق العمل المعاصرة والتنمية المستدامة". واوضح المؤتمر الذي دام يومين وشاركت فيه وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت أن العديد من المنظومات التعليمية العربية تتسم بأنها "غير متوائمة مع الحاجات المستجدة والمتغيرة لقطاعات الأعمال مع وجود نقص في المعارف والمهارات الضرورية للمشاركة بقوة في النشاط الاقتصادي والمواطنة الحقة". وأظهرت وثيقة واقع التعليم في الوطن العربي التي شكلت إحدى محاور جدول اعمال المؤتمر ان البلدان العربية "لم تتهيأ بعد لدخول الموجة الثالثة (موجة اقتصاد المعرفة) ولم تقترب من حافة المعرفة في وقت ما زالت فيه مؤسساتنا التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية على أطر أو منظومات/ مصفوفات معرفية بآلية تجاوزها الزمان والمكان". ودعا المشاركون بالمناسبة الى إعداد رؤية عربية تربوية مستقبلية "تسهم في تمكين المواطن العربي من أداء دور أفضل في النهضة العربية بكفاءة عالية وتأهيل المؤسسات التعليمية لإعداد المواطن العربي بفعالية متميزة". ومن بين التوصيات التي خرج بها الاجتماع التربوي العربي توحيد نمط السلم التعليمي في الدول العربية من حيث بناء المناهج الدراسية ونظم التقويم ومعادلة الشهادات التعليمية التي يعيق حركة انتقال الطلبة في البلدان العربية. كما تم اقتراح سن تشريع لإدخال مرحلة التعليم ما قبل المدرسي ضمن السلم التعليمي الرسمي في بعض الدول العربية علما بان الجزائر تعتبر رائدة في هذا المجال. وكان المؤتمر قد افتتح امس السبت وتضمن جدول أعماله تقويم الامتحانات العامة في الوطن العربي وتطويرها ومناقشة واقع التعليم العام في الوطن العربي وسبل تطويره وتوحيد السلم التعليمي في الدول العربية.