أكد الشركاء الأفارقة و الدوليون، يوم الأحد بوهران، على الأهمية التي تحظى بها مسألة السلم و الأمن ك"أولوية" بالنسبة للأفارقة من أجل تحقيق أهداف التنمية، مشددين على ضرورة أن تلعب القارة "دورا أكثر فعالية على الصعيد الدولي". وأبرز رؤساء العديد من الوفود المشاركة في أشغال اليوم الثاني من الملتقى الرابع رفيع المستوى للسلم والأمن في إفريقيا الذي انطلق أمس السبت بوهران، الجهود التي يقوم بها الإتحاد الإفريقي في مجالي حفظ السلم و الأمن و تعزيزهما من خلال آليات معينة بدعم و مساندة الشركاء الدوليين للقارة. وبهذا الخصوص شدد وزير الشؤون الخارجية التشادي و رئيس المجلس التنفيذي للإتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد، أن القارة الإفريقية "يجب أن تلعب دورا أكثر فعالية على الصعيد الدولي" خاصة و أن "الإتحاد الإفريقي لديه الوسائل للقيام بذلك"، مشددا على أن السلم و الأمن يعد من "أبرز الأولويات" بالنسبة للأفارقة لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد أن هناك "تحديات هائلة" في القارة السمراء منها السياسية و الاقتصادية و كذلك الأمنية "وهي التحديات التي يجب التركيز عليها، مؤكدا أن "قوة القارة التي تضم أكثر من مليار نسمة تكمن في إتحاد دولها". وكان وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، قد أكد أمس السبت أن "مسار وهران" للسلم و الأمن في إفريقيا "ينصب في قلب الدبلوماسية الجزائرية" التي عملت حثيثا من أجل إسماع صوت إفريقيا على مستوى منظمة الأممالمتحدة، خاصة و أن الجزائر "ظلت دائما حريصة"، منذ إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية (1963) على أن تكرس الأممالمتحدة كل الأهداف و المواقف التي كانت تتخذ في إطار هذه المنظمة القارية. تثمين دولي لجهود الإتحاد الإفريقي كمنظمة "نشيطة" تحظى بثقة دولية وعن الجامعة العربية، أشاد نائب الأمين العام للمنظمة، أحمد بن حلي، بجهود الإتحاد الإفريقي ك"أحد المنظمات النشيطة حيث يحاول دائما يسعى إلى حل مشاكل القارة على المستوى القاري قبل نقلها إلى هيئة الأممالمتحدة "وهذا موقف مهم بالنسبة للأفارقة"، مشيرا إلى أن "الجامعة العربية عانت من مثل هذه التدخلات الدولية في الشؤون العربية". كما أوضح ذات المسؤول أن "هذا الموقف الإفريقي جاء في وقت يتجه في مجلس الأمني الدولي إلى عدم مراعاة مصالح الدول و الشعوب أكثر مما يراعي مصالح القوى الكبرى و بالخصوص التي تملك حق النقض (الفيتو)"، و عليه فإن هذا التحرك الإفريقي من شأنه لفت الانتباه إلى مصالح الشعوب الإفريقية، مشددا على ضرورة العمل على تجاوز هذا الوضع وإصلاح مجلس الأمن سواء من خلال توسيع العضوية في هذه الهيئة الدولية و عدم الإفراط في استعمال فيتو مجلس الأمن في القضايا الحيوية بالنسبة للشعوب. وممثلا لهيئة الأممالمتحدة في الملتقى، أكد ثمن الأمين العام المساعد المعني بعمليات حفظ السلم بالأممالمتحدة، هرفي لادسوس، أن الشراكة الأممية-الإفريقية في مجال حفظ السلم "تتمتع بثقة متبادلة"، مثمنا الجهود التي يقوم بها الإتحاد الإفريقي للحفاظ على السلم و الأمن بالقارة، مشيرا إلى أن المنظمة القارية "تتمتع بمعرفة ميدانية لمناطق النزاع ولديها القدرة على الانتشار السريع (...) وبما أن مسألة الإمكانيات هي مسألة مهمة في مثل هذه العمليات فإن الأممالمتحدة يمكن أن تدعم هذه الجهود في الوقت المناسب مثل ما حدث في العديد من الدول الإفريقية". يشار إلى أنه تم تناول خلال جلسات اليوم الثاني من هذا الملتقى التي عقدت بشكل مغلق إلى عدد من المحاور أبرزها تقييم الشراكة بين مجلسي السلم و الأمن الإفريقي و الأممي و كذا القضايا الأساسية المطروحة على مستوى على مستوى المجلسين و مسألة تمويل عمليات حفظ السلم و الأمن للإتحاد الإفريقي المنفذة بالتنسيق مع مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى تقييم الجهود المبذولة في مجال حفظ السلم و الأمن لاسيما ما تعلق منها ب"هندسة السلم" و الدور الذي تضطلع به القارة الإفريقية في هذا المجال و مستوى التنسيق الإفريقي الأممي في عمليات حفظ و دعم السلم و مكافحة الإرهاب. ويهدف هذا الملتقى إلى إسماع صوت إفريقيا في أعمال مناقشات و قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة بعد إنشاء المجموعة الإفريقية التي يطلق عليها إسم " ألف 3" والتي تتضمن الدول الإفريقية الثلاثة التي تشغل منصب العضو غير الدائم بمجلس الأمن الدولي باعتبارها خطا أماميا للعمل الدبلوماسي الجماعي للقارة الإفريقية على المستوى الأممي.