ابرز السيد نذير العرباوي سفير الجزائر بمصر و مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء خلال الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع الرؤية الجزائرية في حل الأزمات والنزاعات مواجهة التحديات الراهنة خاصة ما تشهده المنطقة العربية. و بهذه المناسبة جدد السيد العرباوي في كلمة له التأكيد على الأهمية الكبيرة التي توليها الجزائر لتكثيف الحوار وتعزيز التعاون و الشراكة بين المجموعتين العربية والأوروبية في مختلف المجالات. و أكد حرص الجزائر على إعطاء التعاون و الشراكة بين المجموعتين "قدرا متزايدا من المحتوى الملموس ليشمل الجوانب الاقتصادية و التنموية "مشيرا إلى الروابط التاريخية و الجغرافية و الثقافية و الاجتماعية التي تجمع الفضائين. و شدد السيد العرباوي على ان هذه التحديات يجب مواجهتها " من منطلق المسوؤلية المشتركة ". و تطرق إلى الأوضاع الراهنة و التطورات الخطيرة التي تشهدها المنطقة جراء تصاعد أعمال العنف و الصراعات المسلحة مشيرا إلى أن دول عربية شقيقة تواجه مخاطر متعددة و معقدة تتعرض إلى أزمات متصاعدة و تدخلات خارجية و انتشار الجماعات الإرهابية ما جعلها مهددة في كياناتها و أوطانها . و في هذا الصدد ابرز الدبلوماسي الجزائري ان الجزائر ما انفكت بالحكمة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة و منذ بداية الأزمات تحذر من عواقب المقاربات العسكرية الخطيرة على السلم و الأمن الإقليمي و الدولي . و أضاف أن الجزائر تناشد دوما جميع الأطراف الداخلية و الإقليمية والدولية إلى تفضيل الحوار الشامل و المصالحة الوطنية بعيدا عن اي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا الدول الشقيقة من اجل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية". و في هذا السياق تطرق السيد العرباوي إلى الازمة في ليبيا مؤكدا ضرورة دعم مسار الحوار الوطني في هذا البلد الشقيق تحت رعاية الاممالمتحدة و مشيرا إلى احتضانها العديد من جولاته بين قادة الاحزاب السياسية الليبية و مبادرتها لانشاء الية دول الحوار الليبي. و جدد تمسك الجزائر بالحل السياسي و الحوار الشامل و المصالحة الوطنية بين جميع الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل الأممالمتحدة. و كما تطرق السيد العرباوي إلى ظاهرة الإرهاب و الجرمية المنظمة العابرة للحدود بجميع أشكاله مؤكدا على ضرورة تجريم مصادر تمويله بما في ذلك دفع الفدية. و في هذا الإطار أكد ان الجزائر التي اكتوت بنار الإرهاب لعشرية كاملة و بمفردها طالما حذرت من مخاطر هذه الظاهرة الإجرامية و انتهجت بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إستراتيجية شمالة بأبعادها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للقضاء على هذه الآفة العابرة للأوطان ومحاربة التطرف. وأوضح السيد العرباوي ان المقاربة الجزائرية "لم تقتصر على البعد الأمني فقط بل تعدته لتبني إستراتيجية أوسع تراعي الجوانب الفكرية و الدينية ة تاخذ أيضا في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية و الاجتماعية المتداخلة و تكريس قيم العدالة الاجتماعية في كنف الحوار و المصالحة الوطنية". وأكد ان الجزائر ركزت في مواجهتها لآفة الإرهاب و استئصالها وفق مقاربة جماعية شاملة و منسجمة مع الشرعية الدولية. و شدد مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية في كلمته على ان القضية الفلسطينية تاتي على رأس التحديات الراهنة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته الممنهجة و المتكررة ضد الشعب الفلسطيني و انتهاكاته للمقدسات الدينية و الاستمرار في سياسة الاستيطان و تنكره للعملية السلمية و المواثيق الدولية. و في هذا الصدد دعا المتجمع الدولي وخاصة مجلس الامن إلى تحمل مسؤولياته التاريخية و القانونية و ارغام الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للشرعية الدولية و إنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية و تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف. و من التحديات الراهنة حسب السيد العرباوي مسالة الهجرة و بعدها الإنساني في التعاون بين المجموعتين العربية و الأوروبية. و في هذا الصدد اكد انه "يتعين في اطار الحوار الاستراتيجي مع الجانب الأوروبي التعامل مع هذه الإشكالية و معالجتها من منطلق المسؤولية المشتركة ووفق منظور توافقي شامل بعيدا عن المقاربات الأمنية احداية الجانب و السياسات التقييدية التيتحد من حرية تنقل الأشخاص". و أضاف انه "يتعين ضمان صيانة وحماية حقوق المهاجرين و كرامتهم خاصة في ظل تصادع ظاهرتي كره الأخر و التمييز العنصري.مؤكدا على ضرورة التعاون بين المجموعتين "يقوم على الوعي بمصيرنا المشترك و مسؤولياتنا الجماعية بناء مستقبل أجيالنا القادمة في ظل التواصل و التفاهم و التضامن".