حذرت من عواقب المقاربة العسكرية منذ البداية ** أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية نذير العرباوي أن ما يجرى في سوريا اليوم من تقتيل وتدمير وتهجير هو نتيجة (المقاربة العسكرية) التي (حذرنا من عواقبها الوخيمة منذ بداية هذه الأزمة) داعيا جميع السوريين إلى (تغليب لغة العقل والجلوس بجدية إلى طاولة الحوار) من أجل وضع حد لهذه الأزمة. وأكد العرباوي سفير الجزائر بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يوم الثلاثاء خلال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين حول سوريا أن الجزائر حذرت منذ البداية بأن الأزمة السورية مستعصية على الحل العسكري وأن لغة السلاح واستخدام العنف المسلح والتدخل الأجنبي لم ولن يفضي لحل هذه الأزمة باعتبارها أزمة سورية ولن تحل إلا بإرادة السوريين وحدهم . بل بالعكس من ذلك (لقد أوصلت المقاربة العسكرية سوريا إلى ما هي عليه الآن من مجازر ترتكب في حق شعبها الشقيق وتدمير للبنية التحتية بالإضافة إلى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها وهتكت النسيج الوطني مما أدى بالنتيجة إلى انتشار الإرهاب والجماعات الإجرامية الإرهابية). وعليه ناشد ممثل الجزائر مجددا الإخوة الأشقاء السوريين تغليب لغة العقل والمصلحة العليا للوطن والجلوس بجدية إلى طاولة الحوار والمفاوضات ووقف كافة العلميات العسكرية ومواجهة الإرهاب ومنعه من توسيع نفوذه وهو المستفيد الأول والوحيد من استمرار الصراعات والفوضى. وأكد أن الجزائر ما انفكت تحذر من مخاطر هذه الأزمة وعواقبها الوخيمة على الأمن والاستقرار و(تدعو بإلحاح انطلاقا من مبادئها الثابتة وإيمانها الراسخ بعبقرية الشعوب في تقرير مصيرها إلى تفضيل الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بعيدا عن اي تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا من أجل الوصول إلى الحلول السياسية السلمية التوافقية التي تمكن الشعب السوري من الحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه. غير أن -يضيف السيد العرباوي- ( دوي السلاح والتسليح المتواصل أخفت الأصوات القليلة التي كانت تناشد اعتماد المقاربات السياسية والبحث عن التسويات والحلول التوافقية حتى أصبحت المقاربات العسكرية المسلحة عبئا على الحلول السياسية المنشودة). وأكد السفير الجزائري أنه (وبعد مرور أكثر من خمس سنوات على اندلاع الأزمة في سوريا لازالت الصراعات الدامية تزداد تصعيدا وتعقيدا وتتسع رقعتها في حالة غير مسبوقة حتى أصبحت تهدد كيان ومقومات هذا الوطن الشقيق).