اشكالية الهجرة والمسائل الأمنية كانت من ضمن أهم المواضيع التي ناقشها الاجتماع العربي-الأوروبي الثاني الذي جمع بالعاصمة البلجيكية بروكسل المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية بالاتحاد الاوروبي. واستعرض مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية نذير العرباوي في تصريح ل"واج" بالقاهرة نتائج هذا الاجتماع الذي تم نهاية الأسبوع الماضي ومضمون مداخلته بشأن الهجرة غير الشرعية والمسائل الأمنية حيث أكد على أن مفهوم المجموعة العربية للأمن والاستقرار الجماعي في المنطقة "شامل ولا يتجزأ" وأن التحديات المشتركة تفرض على الجميع عرب وأوروبيون مواجهة المخاطر والعمل معا على اتخاذ الاجرءات الوقائية لمنع علميات تهريب الأسلحة والمخدرات والهجرة بين الضفتين. وشدد على أهمية فتح حوار وتشاور عربي -أوروبي لمعالجة هذه الظاهرة نظرا لخطورة تداعياتها على الصعيد المجتمعي والانساني وكذا على الصعيد الأمني موضحا أنه فضلا عن حجم الكوارث الانسانية وألاف ضحايا قوارب الموت فان "الخطر المحدق الاخر هو أن الهجرة غير الشرعية تحولت لممارسة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والأسلحة والأعمال الأرهابية". ولفت الى أن هناك قناعة راسخة لدى دول المنطقة العربية بأنه لا يمكن التعامل مع الهجرة غير الشرعية من خلال المقاربة الأمنية ووسائل المراقبة فقط. وأوضح أن هناك حاجة ملحة لاعتماد مقاربة شاملة ومشتركة لاشكالية الهجرة بدءا بتحديد جذورها وأسبابها من أجل اقامة شراكة حقيقية بين المجموعتين العربية والأوروبية تقوم على أساس "الحوار والتشاور والتضامن للتصدي للأسباب العميقة لهذه الظاهرة ومعالجة جذورها وأسبابها من خلال خلق اليات تنموية لتوفير فرص العمل مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تسهيل حرية تنقل الأشخاص الذي يعتبر ضرورة للتفاعل الانساني بين المجموعتين". وعلى الصعيد الأمني ذكر السيد العرباوي بالمناسبة بالتحذيرات التي اطلقتها الجزائر منذ سنوات من التهديد الارهابي العابر للحدود وضرورة توحيد الجهود لمحاربته والحد منه مؤكد أن "الجزائر ما زالت تقوم بالدور الريادي والمميز في مكافحة الارهاب لا سيما في منطقة الساحل وذلك في اطارمن التعاون والتنسيق الدائم مع دول الساحل وجنوب الصحراء وتجنيد كل الطاقات والامكانيات للقضاء على الجريمة المنظمة". وأضاف أن "مفهومنا للأمن والاستقرار الجماعي في المنطقة شامل وواقع لا يتجزأ والتحديات مشتركة" مؤكدا أنه "يتعين علينا جميعا انطلاقا من المسؤولية المشتركة اتخاذ الاجراءات الوقائية لمنع أي مخاطر تهدد المنطقتين". كما أكد الاجتماع من جهة أخرى —حسبه—على ضرورة ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية اضافة الى تسجيل "توافق تام" بين الجانبين على الحل السياسي للأزمة السورية والعمل على تشجيع جميع الأطراف السورية للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 ودعم الجهود الدولية التي يقودها السيد الأخضر الابراهيمي من أجل تسهيل عقد المؤتمر كما تم التاكيد على المسائل الانسانية في هذا البلد الذي يمزقه الاقتتال منذ نحو ثلاث سنوات. وتطرق المشاركون في الاجتماع —يضيف لفس المتحدث— الى فكرة هيكلة الحوار العربي-الاوروبي ليعقد على مستوى القمة كما هو الشأن بالنسبة للحوار العربي -الاوروبي والعربيمع أمريكا اللاتنية.