عاش الاردن خلال سنة 2016 أحداثا دموية دفعت بمسؤوليه إلى ضرورة التفكير باتخاذ تدابير وإجراءات أمنية إضافية وفعالة تعيد من خلالها استقرارا عاشته المملكة على مر السنين, وقاومت فيها تداعيات الأزمات والحروب المشتعلة بالمنطقة والتي تحيط بحدوده. وشهد الاردن منذ مطلع العام 2016 عمليات وتفجيرات ارهابية من بينها هجوم مدينة الكرك الذي وقع منذ ايام وأدى لمقتل عشرة أشخاص, قالت السلطات الاردنية ان اسبابها ارهابية بحتة وشددت على دحر كل من يحاول المساس بأمن واستقرار الاردن ووحدة شعبه بمختلف اطيافه واديانه. وخلافا للاعوام العشرة الماضية التي مرت على الأردن ارتفعت موجة الإرهاب التي تعرضت لها البلاد, والتي بدأت في الشهر الثالث من عام 2016 في إربد مرورا بمخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين, قبل أن تضرب في مخيم "الركبان" للاجئين السوريين لتستقر أخيرا في مدينة الكرك. احداث الكرك اعتبرتها السلطات الاردنية الأدمى في سنة 2016 و أسفرت عن مقتل 7 من رجال الامن ومواطنين اثنين وسائحة كندية إلى جانب اصابة 42 آخرين في أعقاب هجوم نفذه أربعة إرهابيين قبل أن يتم القضاء عليهم. وبعد يوم من تلك الحادثة قتل 4 عناصر من الدرك والامن العام الأردنيين في مواجهة تابعة لأحداث الكرك, واستمرت المواجهات مع الإرهابيين لأكثر من 12 ساعة, قتل خلالها إرهابي وتم اعتقال آخر. الاردن في دائرة الاستهداف أكد الاردن انه في دائرة الاستهداف اعتبارا لمجريات وتطورات الصراعات التي تشهدها المنطقة, حيث يرى المختص في النزاعات الدولية حسن المومني أن الأردن "رغم جهوده المضنية لمكافحة الإرهاب والتطرف سواء أكان ذلك على الصعيد الفردي أم الدولي إلا أنه تعرض عام 2016 لعدد من الحوادث ذات الطابع الإرهابي". وقال المومني: "حقيقة ما يحصل من اضطراب وحروب وحالة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي هي أكبر بكثير من قدرة دولة واحدة على أن تتعاطى مع مثل هذه الأوضاع". واوضح المحلل السياسي والعسكري, فايز الدويري, أن استهداف قلعة الكرك التاريخية التي تعتبر من بين المزارات السياحية في الأردن, "يخدم هدفا مزدوجا, إذ أن استهداف عناصر الأجهزة الأمنية قد يدفع بعض "الخلايا النائمة" أو المتأثرين بفكر "داعش" إلى القيام بهجمات مماثلة في الشكل وطريقة التنفيذ, بالإضافة إلى أن استهداف المناطق السياحية يضرب اقتصاد الأردن, الذي تشكل السياحة 6ر5 في المائة من إجمالي ناتجه المحلي وتوفر من خلاله 72 ألف وظيفة. وبين أن الأردن - وبالرغم من التاريخ المعاصر للهجمات الإرهابية فيه - "ما يزال محافظا على استقراره الأمني, كما يوضح مؤشر الإرهاب العالمي, الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام, والذي يصنف الأردن في المرتبة الثامنة والخمسين عالميا, بين البيرو وأستراليا". كشف الهجوم الاول من نوعه من داخل سوريا في يونيو 2016 حسب السلطات الاردنية- عن مخاطر مدافع الإرهاب التي تتربص بالأردن, ومن منطقة المثلث الحدودي مع سوريا والعراق, ولذلك سارعت إلى إعلانها منطقة عسكرية مغلقة, على أن يتم التعامل مع أي تحركات للآليات والأفراد ضمن تلك المناطق بكل حزم وقوة, ومن دون تنسيق مسبق باعتبارها أهدافا معادية. في الوقت نفسه, أعلن الأردن أنه يدرس منع إقامة مخيمات جديدة للاجئين السوريين على أراضيه, كما طالب بإيجاد آليات بديلة لإيصال المساعدات الإنسانية.