تلقى الرئيس الصحراوي والامين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم غالي والوفد المرافق له خلال زيارته إلى جنوب افريقيا دعما قويا من ساسة وأحزاب هذا البلد التي أجمعت على ادانة استمرار الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية، مؤكدة التزامها بمرافقة الشعب الصحراوي حتى ينعم بحريته. فقد تخللت الزيارة على مدى ثلاثة أيام تصريحات مسؤولين جنوب افريقيين أكدت الدعم اللامشروط للقضية الصحراوية وشعبها المناظل ن أجل تحقيق مبتغاه في استفتاء تقرير المصير وفق ما تقتضيه قرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية. فقد تم التأكيد للوفد الصحراوي على أن معاناة الشعب الصحراوي وعدم تحقيق تقدم في الحل يشكل مصدر قلق دائم لحكومة جنوب افريقيا وان اعتراف جنوب افريقيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية سنة 2004 جاء كرد على التعنت المغربي والعراقيل التي وضعها أمام تنظيم استفتاء تقرير المصير. وعلى غرار الطبقة السياسة فان العديد من الاحزاب والمنظمات الحكومية والغير الحكومية بجنوب افريقيا تدعم في كل مرة وكل مناسبة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بما يحفظ أرضه وثرواته من احتلال واستغلال والمغرب. الرئيس زوما: جنوب افريقيا ملتزمة بمرافقة الشعب الصحراوي حتى ينعم بحريته المسؤول الأول في البلاد، الرئيس جاكوب زوما، أبدى في ندوة نشطها بمعية الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، عقب محادثاتهما بجوهانسبورغ استغرابا شديدا من استمرار احتلال المغرب للصحراء الغربية وأكد أن بلاده "ستواصل الالتزامها بمرافقة الشعب الصحراوي حتى ينعم بحريته". وقال زوما خلال الندوة الصحفية "لايمكن تصديق بأن الصحراء الغربية، و بعد أزيد من 55 سنوات على اعتماد إعلان الأممالمتحدة بشأن منح الاستقلال للبلدان المستعمرة، لا تزال حتى اليوم مستعمرة". وشدد على أن "الحق في الحرية والكرامة الإنسانية هو الأساس الذي تأسست عليه جنوب أفريقيا الديمقراطية، وعلى هذا الأساس فان جنوب افريقيا تعتبر دائما أي تناقض مع هذا المبدأ المقدس "خيانة خطيرة لكفاحنا ونضالنا المؤلم، والتزامنا الثابت بميثاق الأممالمتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي". جنوب افريقيا يضيف الرئيس زوما، "لايمكن أن تتجاهل بأن الجمود الذي يوجد فيه مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية، سيزيد من تعقيد الأمور وخطورتها على أمن المنطقة"، مذكرا بان الاتحاد الافريقي وجه عديد النداءات الى المنتظم الدولي من اجل التعجيل بتنظيم الاستفتاء، وفقا لقرارات الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي، ووضع حد لمعاناة الشعب الصحراوي واستكمال مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية. لرئيس زوما أثنى أيضا وبقوة على جبهة البولساريو الممثل الشرعي والوحيد اللشعب الصحراوي واشاد بالتزامها الجدي والمتواصل ازاء العملية السلمية التي تقودها الاممالمتحدة، داعيا طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب الى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة وبحسن نية، ودون شروط مسبقة للتوصل الى حل سلمي عادل ودائم يكفل للشعب الصحراوي ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تصفية الاستعمار وتقرير المصير. كما دعا الرئيس زوما الى وضع حد فوري لنهب الثروات الطبيعة للصحراء الغربية واحترام حقوق الانسان، مجددا طلب جنوب افريقيا الاممالمتحدة بضرورة توسيع صلاحيات بعثة الاممالمتحدة من اجل الاستفتاء بالصحراء الغربية لتمثل مراقبة وحماية حقوق الانسان بالصحراء الغربية. "اننا نريد اخواننا واخواتنا الصحراويين والصحراويات أحرارا وأسيادا على بلدهم " هكذا اختتم الرئيس جاكوب زوما مداخلته خلال الندوة. وكانت الرئاسة في جنوب إفريقيا والصحراء الغربية ذكرت في تعقيبها عن زيارة الرئيس الصحراوي ان "البلدان يقيمان علاقات تاريخية وثيقة تعود إلى سنوات الكفاح ضد الاستعمار والتمييز العنصري". وألغى نظام التمييز العنصري رسميا في جنوب إفريقيا عام 1994 مع انتخاب أول رئيس من ذوي البشرة السوداء هو الزعيم الراحل نيلسون مانديلا. من جانبه حيا الرئيس ابراهيم غالي وقوف جنوب إفريقيا إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي والذي قال انه يأتي من "منطلق مباديء هذا البلد وتاريخه والتزامه بمقتضيات الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة" معربا في الوقت ذاته عن ارتياحه إزاء العلاقات المتميزة بين بلاده وجنوب افريقيا. واعتبر الرئيس إبراهيم غالي أنه يوجد بين الجمهورية الصحراوية وجنوب إفريقيا "قواسم مشتركة ترتكز أساسا على العمل من أجل مستقبل أفضل لشعوب إفريقيا ومصالحها من خلال ممارسة حقها في تقرير المصير واحترام سيادتها" مؤكدا على أن "الشعب الصحراوي يكافح من أجل استكمال سيادة دولته على كامل ترابها الوطني ويواجه مع الأسف احتلالا عسكريا من دولة جارة هي المملكة المغربية". وكانت وزيرة خارجية جنوب افريقيا مايتي ماشاباني تحدثت مطولا عشية زيارة الرئيس الصحراوي عن موقف بلادها تجاه القضية الصحراوية وموقفها من استمرار الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوي . وقالت ماشابانسي أن زيارة الرئيس غالي تكتسي أهمية خاصة لتزامنها مع مرور أربعة عقود على إعلان الدولة الصحراوية وأنها إشارة قوية تترجم التزام جنوب إفريقيا بالدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير كما انها تهدف إلى تعزيز وتوطيد العلاقات القائمة بين البلدين. وذكرت رئيسة الدبلوماسية الجنوب افريقية وفق ما جاء في صحيفة "ديلي مافريك" الجنوب افريقية بكون القضية الصحراوية تظل قضية تصفية استعمار مدرجة على جدول أعمال المنظمة الأممية منذ 1963 وأن تسوية الوضع النهائي للصحراء الغربية لن يتم الا من خلال تنظيم استفتاء لتقرير المصير وان الحكومة الجنوب افريقية تظل واثقة من ان تحديد موعد لإجراء الاستفتاء سيتحقق في القريب العاجل.