يجري التحضير لإطلاق "عما قريب" أول حملة للتوعية والتحسيس ضد سرطان الأمعاء عبر الوطن تنفيذا للاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان المدرجة في إطار المخطط الوطني لمكافحة هذا الداء 2015-2019 حسبما صرح به يوم الاثنين المنسق الوطني لهذا المخطط البروفسور مسعود زيتوني. وأوضح ذات المسؤول لوأج على هامش أشغال أيام وطنية ثانية لمركز مكافحة السرطان بعنابة التي نظمت يومي 7 و8 يناير الجاري بعنابة بأن الاستراتيجية المسطرة لمكافحة السرطان تولي "أولوية خاصة للتوعية والتعريف بعوامل الخطر والأسباب التي تضاعف من حالات الإصابة". و اضاف بأن سرطان الأمعاء الذي كان مسجلا في الرتبة الخامسة من حيث عدد حالات الإصابة خلال سنوات مضت أصبح اليوم يمثل ثاني حالات السرطان انتشارا ما يستدعي -كما قال- مزيدا من التوعية بالأخطار المتسببة فيه والمرتبطة أساسا بالتغذية الصحية. وستعطى في هذا الإطار إشارة انطلاق هذه الحملة التوعوية والتحسيسية من ولاية بجاية لتتوسع بعدها إلى ولايات باتنة والأغواط و وهران ثم إلى باقي مناطق الوطن حسبما ذكره المنسق الوطني لمخطط مكافحة السرطان الذي ثمن بالمناسبة النتائج النوعية المسجلة منذ انطلاق هذا المخطط في مايو 2015 على المستوى التحسيسي والتجنيد في أوساط مهنيي الصحة والجمعيات وكذا المجتمع المدني من أجل تسهيل الكشف المبكر والتكفل النوعي بالمرضى. وبحلول السنة الجديدة يحقق المخطط الوطني لمكافحة السرطان خطوة نوعية في مجال التكفل بالمرضى من خلال تفعيل اجتماعات التنسيق المتعددة التخصصات لأجل تحديد بروتوكول العلاج وعقلنة سيرورة التكفل والعلاج كما أضاف البروفسور زيتوني. كما يجري التحضير لاستحداث فرق عمل تتشكل من مهنيي الصحة الذين يحتكون ميدانيا بالمرضى من أطباء مختصين في الكشف والعلاج والمتابعة لمختلف أنواع السرطان وكذا مختصين في التمريض لتحديد وبنجاعة برنامج تطبيق محاور المخطط الوطني لمكافحة السرطان والمتمثلة في الوقاية والتحسيس والعلاج بالأشعة واستحداث لجان التنسيق المتعددة التخصصات بالإضافة إلى المرافقة والتكفل البسيكولوجي بالمرضى. وتسجل الجزائر حاليا ما بين 45 و50 ألف حالة إصابة جديدة سنويا بمرضى السرطان من مختلف أنواعه فيما تشير التوقعات إلى بلوغ 70 ألف حالة جديدة سنويا بحلول سنة 2025 حسبما علم من البروفسور زيتوني الذي أكد بأن انتشار هذا المرض يبقى مرتبطا بعوامل طبيعية تخص البيئة والمحيط ومعدل العمر ما يستدعى -كما أضاف- التركيز على الكشف المبكر للتخفيف من أعباء الداء و ربح رهان العلاج في بعض حالات السرطان. ويأتي كل من سرطان الثدي والرئة على التوالي في المقدمة من حيث حالات الإصابة المسجلة وطنيا بالنسبة للنساء في النوع الأول والرجال في النوع الثاني بالجزائر التي تتوفر حاليا على 15 مركزا لمكافحة السرطان من بينها 5 مراكز تابعة للقطاع الخاص.