يستهل المنتخب الجزائري لكرة القدم الذي يبحث عن لقبه القاري الثاني منذ 1990, نهائيات الطبعة ال31 من كأس إفريقيا للأمم (كان-2017) المقررة بالغابون بين 14 يناير و 5 فبراير, تحت شعار "إعادة الإعتبار" و ذلك بعد البداية المخيبة في تصفيات مونديال-2018. الخضر مطالبون, بقيادة المدرب البلجيكي جورج ليكنس الذي أشرف على تونس خلال الطبعة السابقة من الكان, بالاستفاقة لكن مهمتهم لن تكون سهلة بداية من الدور الاول في مجموعة ثانية تضم أيضا منتخبات السينغال و زيمبابوي و تونس التي تجرى مبارياتها بفرانسفيل. وقال رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) محمد روراوة في حديثه عن المشاركة الجزائرية في الكان: "قلت للاعبين أنهم من جيل موهوب يستحق على الأقل التتويج بلقب قاري وأن آمال الجزائريين معلقة عليهم لتزيين قميص المنتخب الجزائري بالنجمة الثانية". هي تصريحات تعبر بوضوح عن الطموح الكبير لرئيس الفاف خلال موعد الغابون, رغم أنه يعترف بالمقابل أن الظروف السائدة بإفريقيا لا تخدم عادة لاعبي فريقه الناشطين في غالبيتهم بأوروبا. طموح الناخب الوطني الذي يقود الفريق للمرة الثانية بعد مروره الأول القصير سنة 2003, ليس أقل من روراوة لكن مع تأكيده أنه ليس بإستطاعته "ضمان شيء", حسب تصريحاته خلال ندوته الصحفية الاخيرة في مستهل تربص الفريق بسيدي موسى يوم 2 يناير. وكان التقني البلجيكي قد فاجأ المتتبعين بإبعاده من قائمة ال23, كل من القائد كارل مجاني و نائبه سفيان فيغولي. هذا الخيار أسال الكثير من الحبر وهو ما جعل ليكنس يخرج عن صمته و يفسر قراره بعامل "نقص المنافسة" بالنسبة للاعبين اللذين لا يشاركان كثيرا مع نادييهما. 11 لاعبا يكتشفون المنافسة القارية ووضع المسؤول الاول على العارضة الفنية للخضر ثقته في 11 لاعبا سيشاركون لأول مرة في نهائيات كأس أمم إفريقيا. بذلك, سيتنقل ليكنس إلى الغابون بتعداد نصفه لا يملك أي خبرة قارية, و هو ما يراه البعض مخاطرة كبيرة من قبله. ويتعلق الأمر بعبيد و عسلة و بلقروي و بلخيثر و بن سبعيني و بن يحي و بونجاح وغزال و هني و مفتاح و رحماني. من جهة أخرى, يعتبر كادامورو و مبولحي و مصباح وغولام و سليماني و سوداني أصحاب أكثر عدد من المشاركات بلعبهم دورتين من كأس إفريقيا. هذا الأمر لا يقلق كثيرا ليكنس المستبشر ب "روح المجموعة و العزيمة التي تحذو عناصر الفريق الوطني من أجل رفع التحدي بالأراضي الغابونية". وبعد فشله في الخرجة الرسمية الاولى له على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري يوم 12 نوفمبر الماضي بإنهزامه أمام نيجيريا (3-1) ضمن الجولة الثانية من تصفيات مونديال-2018, قام المدرب السابق لبلجيكا بإعادة تنظيم تعداده خصوصا على مستوى خط الدفاع الذي يعتبر الحلقة الأضعف للفريق الوطني. فوجه ليكنس الدعوة لما لا يقل عن خمسة مدافعين جدد ضمن قائمة ال23 وهم بن يحي و بلخيثر و مفتاح و بن سبعيني ومصباح العائد بعد غياب دام عامين. بمباراتين وديتين فقط في الأرجل أمام موريتانيا قبل التنقل للغابون يوم الخميس, دخل ليكنس في سباق ضد الساعة لإيجاد التوليفة الملائمة على مستوى الدفاع. وقال خليفة الصربي ميلوفان رايفاتش يوم السبت بعد المباراة الودية الاولى يوم السبت (فوز 3-1) : "لازال عمل كبير ينتظرنا قبل المباراة الاولى ضد زيمبابوي التي تعتبر مفتاح التأهل إلى الدور المقبل".