يفتتح الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة الاتحاد الافريقي-فرنسا يوم الجمعة بباماكو بمشاركة الجزائر. و يشارك قرابة ثلاثين ريس دولة و حكومة من بينهم الوزير الأول عبد المالك سلال ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال القمة التي تنعقد يوم السبت. يرافق السيد سلال في هذه الأشغال التي اختير لها موضوع "الشراكة و السلم و تحقيق النمو في افريقيا"وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. فضلا عن تقييم التقدم المحقق في تجسيد التوصيات المصادق عليها في القمة ال26 التي جرت بباريس (فرنسا) في 2013 ستتمحور المحادثات كذلك حول "السبل و الوسائل الكفيلة بتعميق هذا الإطار من التعاون من اجل مواجهة جماعية للتحديات المشتركة سيما السلم و الأمن و تحقيق النمو في إفريقيا". تنعقد قمة باماكو في وقت تسعى فيه إفريقيا بفضل المبادرة الجديدة للتنمية في إفريقيا (النيباد) و أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي لتوفير الشروط الضرورية لتنميتها من خلال تعاون امثل مع مختلف شركائها. تهدف أجندة 2063 لتشجيع المحادثات بين كل الأطراف المشاركة و توجيه القارة نحو سبل و وسائل تعزيز النتائج المحققة و اشتغلال كل الامكانيات المتاحة في المديين المتوسط و البعيد من خلال استخلاص العبر من التجارب الماضية. و قد اتفق قادة القارة على أن الهدف المتوخى من هذا المسعى يكمن في ضمان التحول الاجتماعي و الاقتصادي الايجابي لإفريقيا خلال السنوات الخمسين القادمة. إذ تمت الاشارة الى أن هذا التصور المدرج ضمن آفاق الاتحاد الافريقي سيفضي لبناء إفريقيا متكاملة و مزدهرة في كتف السلم يحكمها مواطنوها و تشكل قوة ديناميكية على الصعيد الدولي. لهذا الغرض دعت إفريقيا لمساهمة أكبر و التفاف كل الافارقة و أصدقاء افريقيا لتعزيز أجندة 2063 كما أن قمة باماكو تنعقد على خلفية التضامن مع مالي الذي يسعى لاستتباب السلم و هيبة الدولة في مناطق الشمال. و كان الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا قد صرح في رسالة للأمة بمناسبة حلول السنة الجديدة أن "تنظيم حدث بمثل هذا الحجم (القمة) في عاصمتنا كان ممكنا بفضل الصداقة و الثقة التي وضعها فينا شركاؤنا الفرنسيون (...) و مرافقة إخواننا الأفارقة لجهودنا من اجل العودة الى الساحة السياسية و الدبلوماسية العالمية". و قد تم توسيع قمة إفريقيا-فرنسا التي كانت مقتصرة عند انطلاقها في مشاركة بلدان فرانكوفونية لتشمل البلدان الناطقة باللغتين البرتغالية و الانجليزية. و ستكون القمة مسبوقة غدا الجمعة باجتماع وزراء الخارجية فيما ستخصص منتديات لمواضيع "النوع و التنمية" و "الشباب" بالموازاة مع هذه الجلسات التي ستتخللها أيضا قمة عقيلات رؤساء الدول و الحكومات. و ستغتنم السلطات المالية هذه المناسبة لترقية اتفاق السلم و المصالحة في مالي المنبثق عن مفاوضات الجزائر الذي وقعته المجموعات السياسية العسكرية لمناطق شمال البلاد و الحكومة المالية و الوساطة الدولية. و أوضح المنظمون في هذا السياق أن الدولة المالية ستشرك كل مؤسساتها من اجل إنجاح القمة. و عليه تعتزم وزارة المصالحة الوطنية المالية مباشرة "اتصالات لصالح السلم". وأشارت الصحافة المحلية إلى أن الوزارة ستضع تحت تصرف المشاركين وثائق هدفها الترويج للسلم مضيفة أنه سيتم وضع " عدة وسائط بما فيها كتيبات ومطويات ونشاطات ذات صلة" في متناول المساهمين قصد احاطتهم بالجهود الرامية لارساء السلم و الأمن عبر كامل التراب المالي. و حسب ذات المصادر فهذه الأعمال من شأنها تحفيز رؤساء الدول و الحكومات الحاضرين في قمة باماكو على تجديد دعمهم لمالي و مرافقته في استكمال مساره لتحقيق المصالحة الوطنية.