إنطلقت يوم الثلاثاء بالعاصمة التشادية انجامينا أشغال الورشة الخامسة لرابطة علماء و أئمة و دعاة دول الساحل تحت عنوان "دور علماء الدين بمنطقة الساحل, في مجال حماية الشباب من التطرف و التطرف العنيف" لتتواصل على مدى يومين بحضور هيئات أقليمية وقارية و جامعيين وكذا فاعلين في الحقل الثقافي المحلي. وأكد الأمين العام للرابطة يوسف بلمهدي في كلمته الإفتتاحية إلتزام رابطة العلماء و الأمة في دول الساحل, "من منطلق المسؤولية الدينية و الإجتماعية, بالدفاع عن القيم الفكرية و الدينية لشعوب المنطقة و الحيلولة دون التفريق بين مكونات أوطاننا". وحضر الجلسة الإفتتاحية خمس زوراء من الحكومة التشادية بتقدمهم وزير الأمن العام و الهجرة, أحمد محمد باشر, و شيخ الطريقة التيجانية, محمد عيسى خاطر, و تمثيلية الأزهر الشريف في تشاد إلى جانب حضور غفير من الأئمة و رجال الدين بالبلاد. ويشارك في هذه الورشة التي تنظم بالشراكة مع وحدة التنسيق و الإتصال مجموعة من كبار الأئمة و الدعاة و علماء الدين و كبار المرشدين الدينيين يمثلون الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر, موريتانيا, مالي, نيجيريا, النيجر, بوركينا فاسو و تشاد بالإضافة إلى ثلاث دول ملاحظة في إطار مسار نواكشوط وهي كوت ديفوار السنغال وجمهورية غينيا, فضلا عن ممثلين لمنظمات أقليمية وقارية و كذا جامعيين و فاعلين في المجال الثقافي المحلي. وتعد وحدة التنسيق و الإتصال آلية إقليمية للتنسيق الأمني بين دول الساحل في مجال مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف أنشئت سنة 2010 ويتواجد مقرها بالجزائر. ويتضمن برنامج الورشة عددا من المحاور أبرزها مسألة استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الإتصال من العلماء و الأئمة من أجل تعزيز الخطاب الوعظي و الإرشادي الرامي إلى ترسيخ قيم التسامح و التبادل لدى فئة الشباب و تحسيسهم بالمخاطر التي تمثلها الأفكار الهامة التي تنشرها التنظيمات الإرهابية. وتهدف هذه الجلسات إلى "إيجاد فضاء حقيقي للتفكير و النشاط يكون كإطار لتبادل الخبرات الأكثر نجاعة في مجال حماية فئة الشباب من التهديدات التي تمثلها الإيديولوجيات المنحرفة, ألا وهي الغلو في الدين و التطرف العنيف", حسب المنظمين. يشار إلى أن الورشة السابقة للرابطة أقيمت في العاصمة السنغالية داكار و توجت ب"إعلان داكار" الذي تم من خلاله تبنى "سياسة إستباقية" تقوم على دراسة الأسس التي تقوم عليها الإيديولوجيات المتطرفة و إنتاج خطاب مضاد يجنب دول المنطقة التشدد و الإرهاب. ويتم تنظيم هذه الورشات بالشراكة مع وحدة التنسيق و الإتصال وهي آلية إقليمية للتنسيق الأمني و تبادل المعلومات بين دول الساحل لمكافحة الإرهاب و التطرف العنيف أنشأت سنة 2010, يتركز نشاطها على التنسيق بين دول المنطقة و تفعيل جهود المجتمع المدني في الوقاية من التشدد و التطرف.