كانت "أخطار آفة المخدرات والسلامة المرورية " في الجزائر وتنسيق الجهود للتصدي للظاهرتين موضوع يوم تحسيسي نظمته مصالح أمن ولاية الجزائر اليوم الثلاثاء بالعاصمة موجه للأساتذة المكونين والتلاميذ المتربصين بمعهد التكوين والتعليم المهنيين ببئر خادم . وشخص المتدخلون ضمنهم مختصون أمنيون ومنسق اللجنة القطاعية للحماية من الآفات الإجتماعية بالولاية في هذا اليوم واقع الظاهرتين ومختلف الرؤى والحلول للحد من إنتشار تعاطي المخدرات وأيضا مجابهة ارتفاع حوادث المرور بسبب تجاوز قانون المرور واستخدام السرعة المفرط. وأكد عميد الشرطة رابح زواوي مسؤول الإعلام بأمن ولاية الجزائر أن المبادرة تندرج ضمن العمل الجواري "لربط المجتمع بمختلف مصالح الشرطة "في إطار تكريس " الحوكمة الأمنية " قصد الوقاية من هذه الآفات التي تنخر المجتمع . وأفاد أن مثل هاته الحملات التحسيسية تساهم في نشر الوعي بضرورة تفادي مثل هذه الآفات التي تؤدي إلى نتائج وخيمة وسلبية على المجتمع وتضر بصحة الإنسان. وقال أن العملية التحسيسية موجهة نحو المكونين الأساتذة باعتبارهم "همزة وصل" مع التلاميذ المتربصين . وفي ذات السياق، أشار السيد زواوي الى أن مصالح الأمن نظمت أزيد من 260 يوم تحسيسي . وبلغ عدد التلاميذ الذين إستفادوا من هذه الأيام على مستوى مختلف المراكز والمعاهد التكوينية والمؤسسات التربية بالعاصمة ما يفوق 20.000 تلميذ عبر 160 فضاء تربوي . ولخص العميد وواوي في عرض أسباب إرتفاع معدلات حوادث المرور إلى العنصر البشري بسبب عد إحترام السائق لقانون المرور وتجاوز السرعة القانونية فضلا على وضعية المركبات ووضعية الطرقات. وأشار عميد الشرطة بلقاسم فارح من جهته الى أنه خلال سنة 2016 تم تسجيل حوالي 15000 متورط في قضايا المخدرات وتم متابعة حوالي 13000 متورط قضائيا. كما تم حجز 4ر4 طن من القنب الهندي ما يمثل 20 بالمئة من المحجوزات على المستوى الوطني إلى جانب حجز 150.000 قرص من المؤثرات العقلية. واعتبر ذلك مؤشرا خطيرا يمس بالمجتمع وأمنه . ودعا الى ضرورة إضطلاع المكونين عبر مختلف مراكز التكوين المهني بتوعية الشباب المتربص ضد آفة المخدرات والتحسيس بمخاطرها وأضرارها الإجتماعية الصحية والنفسية . وأشار الى أن مخدر القنب الهندي يحتل المرتبة الأولى في إستهلاك الجزائريين فيما تحتل المؤثرات العقلية المرتبة الثانية وأضاف أن مصدر هذه المخدرات هو المغرب. وسجل المتحدث أنه منذ عامين إنتشرت بقوة ظاهرة إستهلاك أقراص " السيبيتاكس " وهي من أخطر المخدرات الصلبة التي تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مشيرا إلى أنواع خطيرة من المخدرات يتم الترويج لها ك " التمساح " الروسية والريفوتريل و الأستكازي و الميثافيتامين وهي تغذي النزعة العنفية لدى مستهلكيها . ما يفسر كما قال "إرتباط تناولها بالجرائم المروعة" . من جهته أشار عميد الشرطة طارق غلاب رئيس فرقة مكافحة الإتجار غير الشرعي بالمخدرات بالمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر إلى "تغير أساليب وتقنيات مروجي المخدرات للإفلات والتخفي" . ودعا الاولياء إلى ضرورة مراقبة سلوك الأبناء حتى لا يقعوا في فخ عصابات المخدرات. كما نبه إلى تنامي ظاهرة إستهلاك المخدرات الصلبة في الجزائر عبر مختلف المؤسسات التربوية والأحياء وأهمها أقراص " السيبيتاكس" عبر أساليب عديدة كالحقن التي يتم تداولها جماعيا ما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المعدية . وأضاف أن شبكات الترويج المخدرات أصبحت تشتغل الفئات الهشة للترويج وتخزين ونقل المخدرات حيث تقوم باستغلال المعاقين وذوي الحالات الإجتماعية والأطفال ضحايا الطلاق بمقابل مادي . كما دعا إلى ضرورة ترسيخ ثقافة التبليغ عبر خطوط مجانية على غرار 48-15 و 17 و 104 لكشف المروجين للمخدرات . وللقضاء على الظاهرة الخطيرة أكد على وجوب تنويع أساليب التوعية كإشراك المتعاطين والمدمنين في برامج الوقاية و إعداد برامج تدريبية مسايرة للواقع الجديد واستعمال الوسائل السمعية البصرية لتبليغ الرسالة التوعوية وخلق فضاءات للإستشارات الفردية والجماعية وكذا إنشاء الخط الساخن للاستشارات السريعة . ومن جهته أستعرض محمد طاهر ديلمي نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي للعاصمة ومنسق اللجنة القطاعية لمكافحة آفة المخدرات والآفات الإجتماعية ظاهرة الجريمة الإلكترونية ودور شبكات التواصل في تراجع مستوى التلاميذ واستغلالهم من طرف مروجي المخدرات. وأستند الى دراسة حديثة بجامعة بوزريعة للعلوم الاجتماعية تمحورت حول عينة من 15.000 طالب خلصت الى أن 80 بالمائة من التلاميذ لا ينقطعون عن الإنترنيت منهم 33 بالمئة مدمنين علي الفاسيسبوك. وتميز اللقاء التحسيسي بنقاش ثري بين المتدخلين والأساتذة المكونين والتلاميذ حول قضايا تعاطي المخدرات ودور الأسرة والمجتمع في إنتشارها وسبل التصدي لها وأيضا التغطية القانونية للمبلغ عن شبكات الإتجار غير الشرعي بالمخدرات.