أعرب الاتحاد الأوروبي عن "انشغاله" حيال للوضع المتوتر في المنطقة العازلة بالكركرات بالجنوب الغربي للصحراء الغربية مؤكدا دعمه للجهود التي تبذلها الأممالمتحدة من اجل التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الطرفين يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي. و كتبت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني في ردها على البرلمانية الأوروبية مالين بيورك التي استوقفتها يوم 13 يناير الأخير في سؤال مكتوب حول خطر تدهور الوضع في تلك المنطقة أن "الاتحاد الأوروبي منشغل حيال الوضع المتوتر الذي تطور في المنطقة العازلة في الجنوب الغربي للصحراء الغربية". وأوضحت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسة الأمنية فيديريكا موغريني أن "الاتحاد الأوروبي قد أعرب في مناسبات عدة عن انشغاله بخصوص طول أمد هذا النزاع و حول انعكاساته على الأمن و احترام حقوق الإنسان في المنطقة". كما أشارت إلى أن "الاتحاد الأوروبي يدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة من اجل التوصل إلى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من الطرفين يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية في إطار التفاهمات المتماشية مع أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة". وكانت البرلمانية الأوروبية مالين بيورك قد استوقفت في 13 يناير الأخير رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني حول الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي من اجل حمل المغرب على مغادرة الإقليم و احترام التزاماته طبقا لاتفاق إطلاق النار الموقع في 1991 بين المغرب و جبهة البوليساريو. وأكدت مالين بيورك في سؤالها الكتابي الموجه للممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسية الأمنية أن "الوضع قد يتطور" إذا لم تكن هناك متابعة. وذكرت في هذا الخصوص أن المغرب قد خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأممالمتحدة من خلال توغله في منطقة الكركرات. وأكد تقرير سري للأمم المتحدة مؤرخ في 28 أغسطس 2016 و وجه لمجلس الأمن من اجل الإعلام أن المغرب قد خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع جبهة البوليساريو من خلال نشر قواته في تلك المنطقة. ويشير ذات التقرير إلى أن المغرب قد نفذ في الفترة الممتدة بين 16 و 25 أغسطس عملية أكد أنها موجهة "لمكافحة التهريب" في منطقة الكركرات "دون أن يعلم مسبقا بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)" كما ينص عليه الاتفاق العسكري. كما احتجت جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة و نددت بإرادة المحتل المغربي في انجاز "طريق معبد" في المنطقة من اجل الحفاظ على تواجده العسكري الدائم. واقترحت البرلمانية الأوروبية مالين بيورك تفعيل البند الخاص بحقوق الإنسان المتضمن في اتفاق الشراكة في قطاع الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وتساءلت حول ما إذا كان انتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار ليس سببا كافيا لتطبيق هذا البند الذي يتضمن آلية تسمح للاتحاد الأوروبي بالوقف الأحادي الجانب للبروتوكول في حالة انتهاك حقوق الإنسان. وكان وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك قد أكد يوم الاثنين الفارط أن "الإدعاء حول تراجع مغربي من منطقة الكركرات مغالطة للرأي العام و تزوير للحقيقة" مشيرا إلى أن "قوات الاحتلال ما زالت تقيم و تحرس الممر اللاشرعي في الكركرات".