ستعقد بالجزائر العاصمة الأيام الاقتصادية والثقافية التونسية-الجزائرية من 4 إلى 7 أبريل المقبل حيث يرتقب إطلاق أرضية مشتركة للتعاون والشراكة بين المتعاملين الاقتصاديين من البلدين مع التأكيد على ضرورة تكثيف الشراكات في مختلف المجالات لولوج الأسواق الإفريقية، حسبما أكده اليوم الأربعاء المنظمون. و أوضح السفير التونسيبالجزائر عبد المجيد الفرشيشي خلال لقاء إعلامي أن هذه الأيام ستكون فرصة لبحث مشاريع شراكة و تعاون بين المتعاملين الجزائريين و نظراءهم التونسيين في مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف التنموية لكلا البلدين وأيضا تباحث السبل الكفيلة لدخول الاسواق الافريقية. وأضاف السفير ان التحدي المستقبلي لكلا البلدين هو أن يكون لهما موطأ قدم في القارة السمراء مؤكدا أن الإرادة السياسية لتحقيق هذا الهدف متوفرة لدى قيادتي البلدين. وذكر الفرشيشي أن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد و الوزير الأول عبد المالك سلال اتفقا مؤخرا خلال الدورة ال 21 للجنة المشتركة العليا الجزائريةالتونسية على ضرورة البحث عن أسواق في دول جنوب الصحراء وتكثيف التعاون الثنائي في هذا الاتجاه. من جهتها، قالت هدى خزناجي المناجير العام للشركة منظمة تظاهرة الأيام الاقتصادية و الثقافية التونسية- الجزائرية " أن هذه المبادرة تهدف إلى استحداث أرضية للتبادل و التعاون البيني ستكون عبارة عن منصة مشتركة تجمع مختلف المتعاملين الاقتصاديين من كلا البلدين تحت شعار " شراكات رابح رابح ". وأضافت أن هذه الأيام تدخل في إطار اللقاءات المنتظمة للتشاور و بحث فرص الشراكة و التعاون في مجالات الاقتصاد و الثقافة والسياحة، حيث ستتخللها معارض متخصصة تمس مختلف المجالات الاقتصادية و لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال من كلا البلدين. وقد تم برمجة ندوتين متخصصتين الأولى حول الشراكة الجزائريةالتونسية واقعها و آفاقها المستقبلية بينما ستركز الندوة الثانية حول دور البنوك والمؤسسات المالية في دعم العلاقات التجارية بين البلدين ينشطها خبراء اقتصاديين و ماليين من البلدين . من جانب آخر، قال السفير انه سيتم فتح خط جوي جديد يربط مطار قسنطينة الدولي ومطار تونسقرطاج بداية من 28 مارس الجاري بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا بينما يتم حاليا دراسة إطلاق رحلات "شارتر" من مطارات جزائرية نحو جربة يرتقب دخولها حيز الخدمة قريبا . وأضاف السفير، أن افتتاح شركة الخطوط الجوية التونسية لهذا الخط يأتي لتلبية الطلب الهائل للزوار في كلا الاتجاهين من جهة أخرى، تطرق السفير إلى المشاريع المشتركة بين البلدين لتنمية المناطق الحدودية مؤكدا أن هذا الملف تم ايلاؤه اهمية كبيرة خلال الدورة الأخيرة للجنة المشتركة العليا بين البلدين وأن تنمية هذه المناطق سيساهم في استقرار الساكنة و رفع مستواها المعيشي و يكبح الى حد بعيد ظاهرة التهريب. وبخصوص التحضيرات الجارية لموسم الاصطياف المقبل قال السفير أن بلاده أطلقت برنامج عمل يهدف لتحديث و عصرنة الخدمات على مستوى المعابر البرية لتسهيل حرمة الزوار في كلا الاتجاهين . بدوره، قال رئيس البعثة التجارية التونسيةبالجزائر رياض عطية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال سنة 2016 بلغ 2ر1 مليار أورو بنسبة نمو تقدر بأكثر من 7 % مقارنة بسنة 2015 مضيفا أن الرقم مرشح للارتفاع أكثر تبعا لاتفاقيات التعاون و الشراكة المبرمة مؤخرا بين الجانبين. وأكد عطية أن هذه " الأيام الجزائريةالتونسية " هي فرصة للعشرات من المتعاملين من كلا البلدين لبحث شراكات جديدة خصوصا في القطاعات التي يتمتع فيها البلدين بإمكانيات كبيرة للتكامل لاسيما في الصناعات الغذائية و قطع الغيار الموجهة للصناعات الميكانيكية و معالجة المواد الأولية الخام والصناعات البلاستيكية. أما مدير الديوان الوطني التونسي للسياحة بسام الورتاني فقد أكد التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين في المجال السياحي انتعشت خلال السنوات الأربع الأخيرة، مؤكدا أن حوالي 8ر1 مليون جزائري زاروا تونس خلال 2016 . وأضاف "استقبلنا منذ مطلع السنة الجارية و إلى غاية 10 مارس أكثر من 220 ألف سائح جزائري و نتوقع بلوغ 2 مليون زائر جزائري حتى نهاية 2017 . م من جانبه، ركز ممثل الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية السيد حسان شاوش على أن الظرف الاقتصادي الراهن في سياقاته الداخلية في كلا البلدين و الخارجية يقتضي تكثيف التعاون الثنائي مؤكدا أنه من الضروري استغلال التقارب الجزائريالتونسي على أكثر من صعيد لخدمة اقتصاد البلدين.