أعربت الوزيرة الهولندية للتجارة الخارجية والتعاون والتنمية، ليليان بلومن، أول أمس، عن "أملها في تدعيم التعاون الثنائي في ختام زيارتها للجزائر، مضيفة أنها "حددت" مع الوزراء الذين التقت بهم مجالات التعاون. جاء ذلك خلال استقبال وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، الوزيرة الهولندية التي زارت الجزائر على رأس وفد من رجال الأعمال الهولنديين، الذين شاركوا في منتدى اقتصادي مع نظرائهم الجزائريين، لبحث الفرص الاقتصادية المتاحة من طرف البلدين، من أجل إقامة شراكات ثنائية محتملة. كما حظيت المسؤولة الهولندية باستقبال من قبل وزير الطاقة، يوسف يوسفي، حيث أعرب الجانبان عن رغبتهما في تكثيف التعاون بين البلدين في مجالات النفط والغاز والطاقات المتجددة. وخلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الطاقة، تطرق الطرفان إلى وضعية علاقات التعاون بين البلدين في مجال المحروقات التي تعتبر"جيدة"، كما عبرا عن أملهما في تكثيف علاقات التعاون، خصوصا في مجالات الصناعة النفطية والغازية والطاقات المتجددة. وأبرز السيد يوسفي الأولوية التي يوليها قطاعه لإنتاج التجهيزات والعتاد الخاص بهذه الصناعات في الجزائر، داعيا في هذا السياق المؤسسات الهولندية لدراسة فرص التعاون المتاحة في هذا المجال في إطار شراكة تخدم المصلحة المتبادلة للبلدين. ومن جهتها، عبرت السيدة بلومان عن اهتمام المؤسسات الهولندية بتبادل المهارات والخبرات مع المؤسسات الجزائرية في هذا المجال. على صعيد آخر، تبادل الطرفان وجهات نظرهما حول الأسواق الدولية للنفط والغاز إلى جانب الحوار بين المنتجين والمستهلكين. وقد أبدى المتعاملون الاقتصاديون الهولنديون اهتمامهم بقطاعات الفلاحة وصناعة الرسكلة والنقل البحري، حيث أعربت العديد من المؤسسات الهولندية الحاضرة في هذا اللقاء الاقتصادي عن إرادتها في تسخير مهاراتها وكفاءاتها في خدمة الفلاحة الجزائرية من خلال إبرام شراكات طويلة الأمد في مجالات إنتاج الحليب وتربية الأبقار وغراسة الأشجار. أما في قطاع النقل البحري، فقد أكد متعاملون هولنديون رغبتهم في استكشاف آفاق جديدة في ميادين التأجير وبناء وتصليح السفن وكذا الأشغال البحرية لاسيما تنظيف الموانئ. كما تم التطرق خلال هذا المنتدى إلى فرص الشراكة في مجال التسيير المستديم للنفايات العمومية والمنزلية والصناعية وصناعة الاسترجاع والتكوين والهندسة في مجال المحروقات. ويتكون الوفد الهولندي من 13 مؤسسة بقيادة وزيرة التجارة الخارجية والتعاون والتنمية ليليان بلومان، التي أكدت على إرادة الطرف الهولندي في إقامة "علاقات أعمال متينة" مع الجزائر. وأضافت السيدة بلومان أن "تواجد المؤسسات الهولندية اليوم يشكل للفاعلين في بلدينا فرصة سانحة للتعارف وإقامة علاقات متينة تكون مفيدة لكلا الطرفين"، مؤكدة دعم بلادها لمسار انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة. من جانبه، أشار وزير التجارة عمارة بن يونس إلى أهمية إرساء شراكة بين رجال أعمال البلدين تكون "مثمرة و مربحة للجميع"، مؤكدا في هذا الصدد "أن وجود علاقات سياسية وتعاون مستقر ومنتظم يشكل عنصرا هاما لبعث ديناميكية جديدة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائروهولندا". دعا الوزير في هذا الخصوص إلى ترقية الصادرات الجزائرية نحو هذا البلد، مضيفا انه يتوجب على رجال الأعمال الجزائريين الاقتناع بأن عددا هاما من المنتجات المحلية قابلة للتسويق في هولندا. وإذ أشار إلى أن منتدى الأعمال الجزائري الهولندي يعد مناسبة "لبعث العلاقات الاقتصادية الثنائية بشكل ملموس ودائم"، فقد دعا المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين للتحلي بروح المبادرة من أجل استغلال العديد من الفرص والإمكانيات من أجل تعزيز المبادلات الاقتصادية".للتذكير، فإن المبادلات التجارية بين الجزائروهولندا قد انتقلت من 8ر1 مليار دولار سنة 2002 إلى 2ر6 مليار دولار سنة 2012. وبعد انخفاض أسعار النفط يتوقع أن تبلغ المبادلات التجارية 5 ملايير دولار سنويا حسبما صرح به متعاملون في هذا اللقاء. وعلى الرغم من فائض تجاري لصالح الجزائر إلا أن هيكلية المبادلات تبقى تهيمن عليها المحروقات التي تمثل 97 بالمائة من الصادرات الجزائرية. أما بخصوص الاستثمارات الهولندية في الجزائر فان ثلاثة مشاريع بصدد التجسيد في قطاعي الصناعة و الخدمات بقيمة إجمالية تقدر ب432ر1 مليار دينار".