يصر المشاركون في مؤتمر الوفاق الوطني الذي تنص عليه وثيقة السلم والمصالحة الوطنية المنبثقة عن اتفاق الجزائر, الذي يتواصل يوم الخميس لليوم الرابع على التوالي, على ضرورة تطبيق بنود وثيقة السلم والمصالحة في مالي, تجسيدا للوحدة الوطنية, كما أوردته مصادر إعلامية محلية التي أكدت مشاركة جميع القوى الحية في البلاد. وفي هذا السياق, قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر, بابا حكيب حايدرا, إن "المؤتمر يركز على موضوع "السلم, الوحدة الوطنية و المصالحة" و سيتيح تعميق النقاش حول الأسباب العميقة للصراع وإعداد ميثاق للسلم والمصالحة. وأضاف بأن المشاركين (القوى الحية في البلاد ) في المؤتمر الذي انطلق الاثنين الماضي في العاصمة المالية باماكو مصرون على ضرورة تطبيق بنود وثيقة السلم والمصالحة, مشيرا إلى أن المؤتمر يمثل فرصة لجميع الماليين دون أي استثناء للتقدم في مسار السلام والأمن عبر أرجاء جمهورية مالي. علما أن هذه الجلسات ستدوم الفترة اللازمة للوصول الى حلول ترضي جميع الأطراف. من جانبه, أكد الرئيس المالي, ابراهيم ابو بكر كايتا, بمناسبة انطلاق المؤتمر, بأنه "يتيح نقاشا معمقا بين مكونات الأمة المالية حول أسباب النزاع" معتبرا "هذا المؤتمر بمثابة قطار انطلق ويمكن لأي طرف اللحاق به" ودعا جميع الاطراف إلى المشاركة في تجسيد وثيقة السلم والمصالحة الوطنية المنبثقة عن اتفاق الجزائر. وشارك في المؤتمر الوزير الاول المالي و طاقمه الحكومي, مسؤلي هيئات الدولة في مالي وأعضاء المجلس الوطني, أعضاء بعثة الاممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) ورئيس البعثة وممثلين عن الاطراف التي وقعت على اتفاق السلام منها تنسيقية حركات الازواد (سياما) ورئاسة الوساطة الدولية ورئاسة لجنة متابعة اتفاق السلم. كما يشارك في هذا الحدث الوزراء السابقون ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني. وجاء المؤتمر عقب اجراء مشاورات واسعة بداية من شهر فيفري الماضي في مناطق غاو, تامبوكتو, تاوديني, موبتي, سيغو, كوليكورو, سيكاسو, كاييس, ميناكا, وباماكو لإقناع الجميع بالمشاركة. أما منطقة كيدال فلم تستطع المشاركة في المشاورات الى جانب 3 مخيمات للاجئين ماليين في نيامي (النيجر) نواكشوط (موريتانيا) وواغادوغو (بوركينافاسو). وتعتبر السلطات المالية مؤتمر الوفاق الوطني "محطة أساسية" على مسار المصالحة الوطنية. وتم خلال شهر فيفري الماضي تعيين سلطات انتقالية في محافظات شمال مالي في أولى خطوات تطبيق اتفاق الجزائر, حيث تتمثل مهمة رؤساء السلطات المؤقتة لمناطق شمال مالي ,وفق اتفاق السلم والمصالحة, في تسيير هذه المناطق في انتظار اجراء انتخاب المجالس المحلية, مما يسهل اقرار السلم الدائم و يمكن من عودة النازحين. يذكر أن مؤتمر الوفاق الوطني يأتي في إطار وثيقة السلم والمصالحة في مالي والمنبثقة عن اتفاق الجزائر الموقع عليه في 2015. وكان بيان لمجلس وزراء مالي قد حدد عدد المشاركين في المؤتمر ب 300 مشارك من العاصمة باماكو ومناطق اخرى الى جانب الجالية المالية خارج البلاد.