ركز قادة الأحزاب السياسية المشاركة في التشريعيات المقبلة خطاباتهم خلال التجمعات الشعبية التي نشطوها في إطار الحملة الانتخابية على الشباب داعين إياهم لتحمل مسؤوليتهم في المساهمة الفعلية في تشييد دولة قوية عن طريق التوجه لصناديق الاقتراع، و كذا ضرورة اقتحامهم مع القوات الحية الساحة السياسية باعتبارهم "البديل" في التسيير السياسي للبلاد. ومن هذا المنطلق، و في اليوم الثالث عشر من الحملة الانتخابية للاستحقاقات المقبلة، دعا رئيس حزب الكرامة، محمد بن حمو، اليوم الجمعة في تجمع شعبي نظمه بخنشلة المواطنين خاصة الشباب منهم إلى التوجه بكثافة نحو مكاتب الاقتراع يوم الرابع من مايو المقبل لاختيار "المرشحين الأصلح" لتمثيلهم و الدفاع عن مصالحهم و الذين يرون فيهم أنهم قادرين على المرافعة من أجل النهوض بالتنمية بهذه المنطقة التي تشهد على حد قوله- "تأخرا تنمويا". وركز السيد بن حمو أيضا على أهمية انخراط الشباب المثقف و النخبة في السياسة حتى لا يتركوا المجال أمام من وصفهم ب"المفسدين" قائلا: "لقد حان الوقت لمحاربة الرداءة بالنضال السياسي وقد جاء وقت الكفاءة"، مثمنا سياسة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لا سيما في مجال حفظ أمن البلاد و استقرارها بفضل مجهودات الجيش الوطني الشعبي و مختلف الأسلاك الأمنية. ومن جهته، دعا الأمين العام للحزب الوطني الجزائري المنضم لتحالف "تكتل فتح" يوسف حميدي، خلال تجمع شعبي نظمه بتيسمسيلت الشباب لضرورة اقتحام المجال السياسي، مشيرا أن حزبه يسعى لأن يكون الشباب هم "البديل" في التسيير السياسي للبلاد، حتى "لا يتركوا --كما قال-- الساحة فارغة أما "أشخاص لا يفقهون شيئا في السياسة". وأوضح السيد حميدي أن حزبه مع "أخلقة" العمل السياسي في البلاد، معبرا عن رفضه المشاركة في "جريمة شراء الذمم على غرار أحزاب تحاول إفساد تشريعيات 4 مايو المقبل ببيع القوائم الانتخابية بالملايير". ولدى تطرقه للبرنامج الانتخابي لحزبه، أكد السيد حميدي أنه يشدد على ضرورة تطهير الجهاز المصرفي الجزائري من التعامل الريبوي الذي "نعتبره --كما قال-- عقبة في حق التنمية الاقتصادية للبلاد"، مشيرا أن المجال الفلاحي هو "الثروة الحقيقية" لاقتصاد البلاد التي ينبغي الرجوع إليها كونها توفر مناصب شغل لشباب وكذا مداخيل هامة لميزانية البلاد. وفي سياق آخر، ثمن ذات المسؤول الجهود الكبيرة المبذولة من قبل رجال الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأجهزة الأمنية "من أجل المحافظة على أمن واستقرار البلاد". ومن جانبه ركز ممثل الاتحاد من أجل النهضة و العدالة و البناء، عبد الله جاب الله في تجمعه الشعبي الذي نشطه بالتلاغمة بولاية ميلة على "التنمية المطردة شاملة ومتنوعة تحرر الشعب من الانعكاسات السلبية للريع البترولي"، التي لا يمكن تحقيقها إلا بوجود "رجال صالحين لديهم فكر صالح يحسنون صيانة الأمانة التي يتولونها من أجل تحقيق مصالح الأمة". ورافع ممثل هذا الاتحاد من أجل "صيانة المال العام" وإصلاح النظام الإداري و القضائي الذي سيكفل حسبه- مصالح وحقوق الشعب الذي "يعيش في الفقر و البطالة و المحسوبية في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة و الناجمة عن انهيار أسعار البترول". كما دعا في الأخير، إلى "تمتين روابط الشعور بالتلاحم بين العرب و الأمازيغ بوصفهما يشكلان أمة واحدة لها مستقبل واحد". و من تلمسان، جدد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى اليوم الجمعة دعواه إلى ضرورة الحفاظ على أمن و استقرار الجزائر "في ظل الهجمات الشرسة و الحروب التي تشهدها بعض الدول العربية". وذكر بالمناسبة، أن حزبه يثمن مجهودات الحرس البلدي و الجيش الوطني الشعبي و باقي الأسلاك الأمنية إبان العشرية السوداء، منوها من جهة أخرى بمجهودات الرئيس بوتفليقة في استتباب الأمن و الاستقرار في البلاد بفضل المصالحة الوطنية التي استعاد بها الشعب الجزائري "الأمل و الأمان". كما أوضح السيد أويحيى أن برنامج حزبه يرتكز على أربعة محاور هامة منها "الأمن و الاستقرار و تعزيز الاقتصاد الوطني و تحسين السياسة الاجتماعية للجزائر وتحسين تسيير شؤون البلاد"، داعيا في ذات الشأن، إلى "التحرر من هذه الأزمة " بتشجيع الاستثمار من أجل ضمان مستقبل الشباب و الاستمرار في بناء تنمية متوازنة عبر التراب الوطنيو لا سيما عن طريق إعطاء أهمية لقطاعي الفلاحة و الصناعات التقليدية. وفي سياق متصل، أكد ذات المسؤول على مواصلة حزبه دعم و تحسين ظروف حياة الجزائريين سيما فئة المعوزين و الشباب في مجالات السكن و التمدرس و الصحة و الأمن و ذلك باقتراحه لبعض الحلول مثل الرفع من الأجر القاعدي و تمكين الشباب من فرصة الحصول على مساكن لائقة تضمن العيش الكريم. ومن برج بوعريريج أين نشط مساء اليوم الخميس تجمعا شعبيا، أوضح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن تشكيلته السياسية تتبنى "برنامجا يركز على الاهتمام بانشغالات الفئات المحرومة و الدفاع على حقوق المظلومين و الضعفاء"، مبرزا في آن واحد، المحاور الكبرى التي يحملها برنامج الحزب في مجال "دعم الاقتصاد الوطني وتحريك التنمية المحلية". وبعدما ذكر أهمية المشاريع الاجتماعية التي استفادت منها ولاية برج بوعريريج التي أصبحت "قطبا صناعيا بامتياز بفضل السياسة الحكيمة لرئيس الجمهورية"، دعا السيد ولد عباس سكان المنطقة للمشاركة بكثافة في تشريعيات الرابع من مايو المقبل بهدف "تمكين تشكيلته السياسية من حصد أغلبية المقاعد في المجلس الشعبي الوطني القادم". وبدوره، أكد رئيس تحالف حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في تجمع شعبي نشطه أيضا مساء يوم الخميس بالبليدة أن نتائج الانتخابات التشريعية المقررة يوم 4 مايو المقبل "سيحددها الشعب وحده"، داعيا إياه إلى التصويت بقوة و اختيار الكفاءات التي يراها مناسبة لتمثيله بالمجلس الشعبي الوطني القادم. ومن أجل الجلب أكبر عدد ممكن من الهيئة الناخبة للتصويت لصالح قوائم حزبه، أكد السيد مقري الحركة حرصت على انتقاء "خيرة" مناضليها من دكاترة و باحثين و إطارات "قادرين على الدفاع عن مصالح الشعب" مشيرا إلى أن البرنامج الانتخابي لحزبه يركز بشكل كبير على تطوير اقتصاد البلاد الذي يتواجد في وضعية "كارثية" جراء انهيار أسعار البترول و هذا من خلال تخفيض فاتورة الواردات وتشجيع الإنتاج المحلي. كما أبدى رئيس هذه التشكيلة السياسية بالمناسبة، أمله في أن تتعاون الأحزاب الفائزة في التشريعيات المقبلة فيما بينها "خدمة للشأن العام" مشيرا إلى أنه لا يمكن لحزب واحد أن يخرج الجزائر من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها و التي أدت إلى تدهور المستوى المعيشي لأغلبية المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار مختلف المنتجات الغذائية. وفي الأخير، رافع السيد مقري من أجل إنشاء حكومة "توافقية يتعاون فيها الجزائريون و المسؤولون من أجل الرقي بالبلاد و الحفاظ على استقرارها". و من ولاية وهران ، أكد الامين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، لدى تنشيطه لتجمع شعبي برفقة مصطفى بلمهدي، رئيس حركة البناء الوطني، على ضرورة أن تكون التشريعيات المقبلة "انطلاقة لتغيير سلمي على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية". كما ألح ذات المسؤول على أهمية تكريس الشرعية السياسية لهيئات الدولة الجزائرية من خلال صناديق الاقتراع "حتى تكون قادرة على الاستجابة لانشغالات المجتمع وزرع الأمل"، قبل أن يتطرق إلى موضوع تسيير شؤون المجتمع وتطلعات المواطنين للسكن والشغل والتربية. ومن جهته، دعا رئيس حركة البناء الوطني، مصطفى بلمهدي، الى المشاركة القوية في الانتخابات المقبلة ل"زرع الأمل لدى الشعب" مؤكدا على دور البرلمان في الرقابة لحماية المصالح الوطنية. وقال في ذات السياق "يجب ان يكون البرلمان فضاء للحريات وليس فضاء للانتهازيين".