اهتمت الصحف الوطنية الصادرة اليوم الخميس بتصريحات رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال حول سير الحملة الانتخابية و اقتراحه سن قانون يغرم الأحزاب السياسية التي لم تستغل القاعات والفضاءات التي خصصت لها من قبل السلطات من اجل تنشيط تجمعاتهم خلال 19 يوما الماضية من عمر الحملة الانتخابية. و قالت" الشعب" أن رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال، أكد خلال زيارته لولاية تيزي وزو أن شفافية التشريعيات المقبلة يكفلها القانون معربا عن أسفه للاستغلال الضعيف للأحزاب والمترشحين لبعض مواقع الإشهار وقاعات الاجتماعات التي خصصت لهم، و اقترح دربال أن يتم إيجاد وسيلة لخصم من هؤلاء الأشخاص الذي حجزوا هذه القاعات دون استغلالها مبالغ مالية كتعويض، كما عادت الجريدة إلى لقاءات رؤساء الأحزاب مع المواطنين في أخر أيام الحملة الانتخابية على أن تكون الجزائر العاصمة أخر محطة لهاته التجمعات نظرا للوعاء الانتخابي الكبير الذي يميزها عن باقي ولايات الجمهورية ، فيما تميز اليوم التاسع عشر من الحملة بدعوة المترشحين الى الوحدة و الاستقرار لاستمالة الناخبين و دفعهم للتعبير عن اصواتهم. وعادت اليومية الى تركيز الاحزاب على مواقع التواصل الاجتماعي من اجل الترويج لبرامجها ومرشحيها وما خلفه ذلك من عنف لفظي بين مختلف التشكيلات السياسية لغياب ثقافة العالم الافتراضي فيما اجمع مختصون على عدم تأثير الاتصال الالكتروني على الانتخابات التشريعية. أما يومية "الشروق" فقالت في صفحتها الاولى ان المترشحين و قادة الاحزاب يلجؤون في الأيام الأخيرة للحملة الانتخابية الى كل شيء من اجل استمالة الناخبين ليضيف صاحب المقال في الصفحة العاشرة ان المترشحين اغرقوا المواطنين بوعود السكن والتوظيف فيما فضل آخرون توزيع الهدايا وهو ما يؤكد جهل هؤلاء بالدور الحقيقي للنائب بالمجلس الشعبي الوطني الذي يتمحور في التشريع ومراقبة عمل الحكومة ورفع انشغالات المواطنين. كما عادت "الشروق" الى تصريحات السيد دربال والتي اعترف من خلالها بتدني مستوى الخطاب السياسي خلال الحملة التي عرفت تجاوزات كثيرة مطالبا بقانون يعاقب الأحزاب التي لم تستغل الفضاءات التي حجزت لها من قبل الدولة كما دافع عن استغلال المساجد في الحملة الانتخابية بغرض توعية المواطنين بأهمية الاستحقاق المقبل. أما يومية "الخبر" فقالت ان الحملة الانتخابية لتشريعيات 2017 اعتمدت على الخطابات العاطفية فيما كانت ابرز القضايا التي تهم الجزائريين خارج اهتمام قادة الأحزاب وتمزيت هذه الحملة بتكرار نفس اللغة الخطابية لانتخابات سابقة والتي تغرق في التسويق للوعود المعسولة للمواطنين سرعان ما يكشف عن زيفها كما تراجع خطاب أحزاب المعارضة بالنسبة لعدة قضايا أما أحزاب الموالاة فقد استغرقت في تبادل الاتهامات والتراشق اللفظي لتغيب بذلك المواضيع السياسية عن محتوى الخطابات الانتخابية لصالح المواضيع الاقتصادية و الأزمة المالية التي تعاني منها البلاد لكن بطريقة خالية من تقديم حلول عملية لتجاوزها. كما عادت الجريدة الى تصريحات عبد الوهاب دربال التي دعا من خلالها إلى إقرار غرامات مالية ضد المترشحين الذين لم يستغلوا الفضاءات المخصصة لهم. يومية "الفجر" ايضا نقلت تصريحات ذات المسؤول الذي قال ان الحديث عن التزوير سابق لأوانه كاشفا عن لقاءات مع الولاة لتجسيد مشروع بطاقة الناخب عبر البلديات و الدوائر من اجل التصويت بقوة في استحقاقات الرابع ماي المقبل. كما اهتمت الصحف الوطنية الصادرة باللغة الفرنسية بتصريحات دربال إضافة إلى تقديمها قراءات في الانتخابات المقبلة حيث قالت يومية "لوريزون '' في مقال عنونه صاحبه بان عذر التزوير لم يعد له مكان بعد ان قررت غالبية الاحزاب السياسية المشاركة في تشريعيات 2017 و هو ما يؤكد اقتناعها ان الوصول الى السلطة لا يمكن ان يتم بعيدا عن الممارسات الديمقراطية. ولم تكن هذه الاحزاب لتشارك في الاستحقاقات المقبلة لو لا تقديم السلطة لضمانات مؤكدة حول شفافية العملية الانتخابية القادمة وضمان حياد الادارة من اجل نزاهة سير العملية الانتخابية ككل. و بالحديث عن آخر أيام الحملة الانتخابية قالت يومية "لكسبرسيون" ان الاحزاب وصلت الى نهاية المطاف وهي تعمل على تكثيف تجمعاتها ونشاطها الجواري من اجل استمالة الناخبين وهي المهمة التي لن تكون بالسهولة المرجوة في ظل استمرار لا مبالاة المواطنين بهذه الانتخابات. وبخصوص برامج الأحزاب المشاركة في هذه التشريعيات قالت يومية "الوطن" ان التشكيلات السياسية مطالبة بوضع خطة طريق لحملتها الانتخابية على ان تلتزم بها بعد فوز مرشحيها ووصولهم الى قبلة البرلمان المقبل. يومية " روبرتار" نقلت ابرز خطابات رؤساء الاحزاب الذين وصلوا الى المنعرج الاخير من الحملة الانتخابية و التي تدعو الى الحفاظ على مكتسبات الجزائر من خلال المشاركة القوية في استحقاقات 4 مايو، فيما تميزت عملية تعليق الملصقات الانتخابية الاشهارية بالفوضى المعتادة فبولاية ميلة، تقول الجريدة، كان السباق بين الاحزاب محتدا نحو الاعمدة و اشارات المرور من اجل تعليق تلك الملصقات بالرغم من وجود فضاءات مخصصة. وعن هاته التجاوزات في عملية الاشهار الانتخابي تحدث رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال من تيزي وزو و الذي اكد ان الحملة الانتخابية عرفت "سيرا عاديا" عدا بعض التجاوزات التي ارجعها الى عدم نضج الأحزاب السياسية.