عرف الوضع في ليبيا انزلاقا خطيرا في أعقاب المواجهات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس والتي أسفرت عن مقتل 25 وإصابة العشرات ولقيت تنديدا واسعا من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية و كذا من قبل المجتمع الدولي وسط اتهامات لخليفة الغويل وصلاح بادي المنضويين تحت لواء حكومة الإنقاذ الوطني المنتهية عهدتها منذ سنوات بالعمل على ترويع المواطنين والاستهانة بأرواحهم. و أمام تردي الوضع و تجاوز مرحلة خطيرة من تهديد حياة المواطينين دعا المجلس الرئاسي أيضا سكان العاصمة بالوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية وحكومة الوفاق لردع "الخارجين عن القانون" وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة. وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج قد اتهم" الخارجين عن الشرعية والقانون" بترويع المواطنين الآمنين من سكان العاصمة طرابلس الذين استيقظوا الجمعة الماضي على وقع القصف العنيف مشيرا إلى أن هذه المجموعة التي يقودها كل من المدعو خليفة الغويل والمدعو صلاح بادي "تجاوزت كل الحدود واستهانت بأرواح المواطنين وارتكبت تصرفات شنيعة لا تسامح معها ولا مهادنة". وفي السياق ذاته أصدر المجلس الرئاسي تعليماته إلى القيادات والقوات الأمنية والسرايا التابعة لحكومة الوفاق الوطني لمواجهة هذه المجموعة منوها بشجاعة رجال الامن في تأديتهم لواجبهم الوطني ب"قوة وشجاعة واقتدار دفاعا عن ارواح المواطنين و حفاظا على ممتلكاتهم بهدف إعادة الأمن والطمأنينة إليهم". كما دعا المجلس سكان طرابلس للوقوف يدا بيد مع حكومة الوفاق الوطني وأجهزتها الأمنية ل"دحر هؤلاء المستهترين" محذرا كل من يقدم لهم أي دعم مباشر كان أو غير مباشر بأن "العقوبة ستكون قاسية و شديدة...". وأكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي انه " لم يعد هناك مجال للتسيب والفوضى" موضحا إن "أمن المواطنين مسؤولية في أعناقنا ونحن وكما وعدنا عقدنا العزم على وقف كل الممارسات المارقة الخارجة عن القانون وعن الشرعية" مشيرا إلى اتصالات قائمة مع الدول الشقيقة والصديقة لليبيا وكذا الأممالمتحدة لدراسة الخيارات القادمة. وفي ذات الاطار التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فائز السراج بعدد من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة عن مدينة طرابلس للوقوف على الوضع الأمني وتداعيات المواجهات العسكرية التي شهدتها العاصمة طرابلس. واكد السراج ان "المعركة لن تنتهي إلا بانتهاء أجواء التوتر والفوضى وخروج مسببيها خارج العاصمة" مشيرا إلى ان أجهزة الامن مستعدة لردع كل من يحاول المساس بأمن العاصمة وعرقلة الجهود المبذولة لإقرار السلم وإرساء الأمن في طرابلس وكل المدن الليبية. استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي... دعم دولي لحكومة الوفاق و تشديد على المضي في الحل السياسي تمكن اللواء السابع التابع للحرس الرئاسي في حكومة الوفاق الليبية من استعادة السيطرة على مطار طرابلس الدولي بعدما سيطرت عليه الميليشيات التابعة لخليفة الغويل وصلاح بادي. وأعلن المجلس البلدي لمدينة ترهونة (90 كلم جنوبطرابلس) سيطرة الأجهزة الامنية التابعة لحكومة الوفاق الوطني على مطار طرابلس "دعما لشرعية الوفاق الوطني" مشيرا إلى أن اللواء يعلن تأييده لدولة القانون والمؤسسات ودولة الجيش والشرطة ومحاربة كافة المجموعات الخارجة عن القانون. و في خضم هذه الاحداث العنيفة أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتقييم جان ماري غينيو لدى استقباله من قبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني السيد فايز السراج "دعم الأممالمتحدة لحكومة الوفاق الوطني ومخرجات الاتفاق السياسي" مشيرا إلى انه "لا بديل عن الحل السياسي للأزمة الليبية". وناقش الطرفان خلاصة ما توصل اليه فريق التقييم الذي أجرى العديد من الاجتماعات مع عدد من المسؤولين لمناقشة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه ليبيا وإمكانية مساهمة البعثة الأممية ومنظمات الأممالمتحدة المتخصصة في دعم المشاريع التي تعالج هذه المجالات المختلفة حيث اتفقا على ان "الاستقرار السياسي هو السبيل للتغلب على التحديات الاقتصادية والأمنية وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن والخروج من الأزمات الراهنة". يذكر أن اشتباكات عنيفة كانت قد اندلعت في عدد من ضواحي العاصمة طرابلس حيث أفاد شهود عيان بأن قصفا عنيفا شهدته مناطق الهضبة وبوسليم وحي الأكواخ وأغلق الطريق السريع وطريق المطار في وقت أهابت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الليبية بالعناصر الطبية والطبية المساعدة في منطقة طرابلس الالتحاق فورا بمستشفياتهم. وأسفرت حصيلة المواجهات عن مقتل 52 شخصا وإصابة العشرات.