تدعم الجزائر الفرقاء الليبيين من أجل التوجه نحو حل سليم وسياسي من خلال دعوتها لرفض التدخل الأجنبي، خاصة أنها كانت أولى الدول التي اقترحت ضرورة التوجه نحو حكومة الوفاق الوطني، وتواصل الجزائر دعمها لليبيا عبر دعمها في مسارها نحو بداية مرحلة جديدة في تاريخا، حيث يحظى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي بالتأييد، مما ولد تفاؤلا بنجاح الخطوات المقبلة نحو حل سياسي في ليبيا. وشهدت طرابلس أول أمس تظاهرة حاشدة مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني في ساحة الشهداء شارك فيها أزيد من ألف شخص دعوا خلالها رئيس الحكومة غير المعترف بها دوليا، خليفة الغويل إلى تسليم الحكم. ووسط هذا التأييد لحكومة فايز السراج المدعومة أمميا والتي أضحت أمرا واقعا بدخولها إلى طرابلس تعالت الأصوات المطالبة لها بالشروع في عملها وعدم إضاعة الوقت لتحقيق أمال الليبيين وتبديد مخاوف معارضيها عبر تجسيد العدالة للجميع سواء الاجتماعية بكل أبعادها إلى جانب تحقيق الأمن. وفي تصريحات له، قال رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، أنه ليس ضد حكومة الوفاق ، إلا أنه اشترط بالمقابل بأن تمر عبر مجلس النواب بطبرق ، على حد قوله. يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات بدأ سريانها الجمعة الماضي في حق عقيلة صالح وفي حق كل من نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته ورئيس ما يسمى حكومة طرابلس خليفة الغويل. واعتبر العضو بالحوار السياسي الليبي، سليمان الفقيه، التأييد الشعبي للمجلس الرئاسي هو رسالة مهمة لكل من يحاول عرقلة تنفيذ الاتفاق السياسي بأن لا مجال لتضييع الوقت، وأن حكومة الوفاق أضحت أمرا واقعا ولها نصيب الأسد من تأييد الليبيين . وقد استدل سليمان الفقيه في وصفه بالتحدي الذي أبداه بعض المعارضين من المؤتمر أو من حكومة طرابلس ومراهنتهم على خروج عشرات المتظاهرين فقط لتأييد الوفاق إلا أن أكثر من ألف شخص خرجوا للمساندة، وهو أمر كما قال أحرج الكثيرين، ودفعهم لمراجعة مواقفهم . من جانبها أعلنت بلديات عشر مدن ساحلية في غرب ليبيا زلطن، ورقدالين، والجميل، وزوارة، والعجيلات، وصبراتة، وصرمان، والزاوية الغرب، والزاوية، والزاوية الجنوب ، تأييدها لحكومة الوفاق الوطني وخروجها بالتالي عن سلطة حكومة طرابلس. ودعا رؤساء وممثلو البلديات العشر في بيان لهم، الليبيين إلى الوقوف صفا واحدا لدعم حكومة الوفاق الوطني.. مشيرين إلى أن بلديات مدنهم الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية غربا تدعم وصول حكومة التوافق إلى العاصمة طرابلس، كما دعا البيان الحكومة إلى العمل على السعي لإنهاء الصراعات المسلحة وبشكل عاجل بكامل التراب الليبي. عضو بالحوار السياسي الليبي طالب حكومة الوفاق بالتركيز على بعض الملفات المهمة، وعلى رأسها إنعاش الوضع الاقتصادي وفي مقدمتها أزمة الدقيق والسيولة في المصارف، بالإضافة إلى تبديد مخاوف المعارضين، وهو أمر يتمثل في تحقيق العدالة بين جميع الأطراف. وبدأت حكومة الوفاق المنبثقة عن الاتفاق السياسي الذي رعته الأممالمتحدة عملها الخميس من طرابلس وسط حرص شديد على تجنب الاصطدام مع السلطات المحلية التي أدارت العاصمة ومعظم مدن الغرب الليبي لأكثر من عام ونصف العام. بعد الهدوء الذي أعقب العاصفة التي صاحبت وصول السراج إلى العاصمة، قام هذا الأخير أول أمس بجولة بالمدينة تفقد خلالها ميدان الشهداء بوسط المدينة ووجه التحية لقوات الجيش والشرطة ل دورهم الوطني . ويرى عماد جلول المحلل السياسي الليبي أن التأييد الشعبي الذي يحظى به السراج سيمكنه من تجاوز عقبة ما اسماه ترويض المسلحين ، وبالتالي خلق قاعدة جماهيرية تكسر حاجز الخوف، وتحيي مؤسسات المجتمع المدني، لرفض أي مظاهر مسلحة تقف ضد الدولة ومؤسساتها متوقعا ازدياد هذا الدعم الشعبي بشكل متصاعد طوال الأيام المقبلة. وفي تطور وصف ب الجد إيجابي أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في طرابلس أنه في حال طلبت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج أي بيانات من طرفنا فإننا سنلبي طلبها، لافتة إلي أنها تعمل من أجل مصلحة الليبيين.