أعربت عديد الدول والمنظمات الدولية عن إدانتها واستنكارها لأعمال العنف والمجازر التي يرتكبها الجيش في ميانمار ضد مسلمي الروهينغا في مقاطعة راخيني وطالبت السلطات العليا في البلاد إلى وقفها ومحاسبة مرتكبيها، والامتثال للاتفاقيات الدولية الداعية إلى حماية حقوق الإنسان. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريسي أعمال العنف التي شهدتها مقاطعة راخين في ميانمار ضد السكان الروهينغا المسلمين، مشيرا إلى أنها عرفت تصعيدا خطيرا، بسبب التمييز والفقر في تلك الولاية. وشدد على ضرورة إيجاد حل جذري للأزمة، من خلال إعطاء مسمي ولاية "راخين" إما الجنسية أو على الأقل في الوقت الحالي وضعا قانونيا يسمح لهم بعيش حياة عادية، بما في ذلك حرية الحركة والوصول إلى أسواق العمل التعليم والخدمات الصحية". كما دعا المجتمع الدولي إلى تظافر الجهود لمنع حدوث مزيد من التصعيد وتوفير الأمن لضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين وتنفيذ عمليات الإغاثة دون عراقيل. وعبرت جامعة الدول العربية عن استنكارها للانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو "الروهينغا" في ميانمار. وقال الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيطي أن تقارير الأممالمتحدة واللجان الدولية المستقلة "نقلت معاناة مسلمي الروهينغا في ميانمار"، مطالبا السلطات في ميانمار "بتحمل مسؤولياتها ووقف هذه الانتهاكات في أسرع وقت ممكن". كما شدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في الانتهاكات التي وقعت ومحاسبة مرتكبيها مع العمل على تحسين الأوضاع المعيشية لمسلمي (الروهينغا) ومعالجة مشاكلهم. من جانبه، دعا رئيس البرلمان العربيي مشعل السلمي الأممالمتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) ومنظمة التعاون الإسلامي إلى "التحرك العاجل والفوري" لوقف المجازر التي يتعرض لها المسلمون الروهنجيا في ولاية أراكان (راخين) غرب ميانمار، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية. وأكد السلميي أن "ما يجري في ميانمار "تطهير عرقي وديني ممنهج"، معربا عن أسفه لاستمرار قتل المدنيين الأبرياء وخاصة النساء والأطفال على مرأى ومسمع من العالم. وأثارت الانتهاكات والمجازر ضد الروهينغا، استنكار تركيا، حيث تعهد الرئيسي رجب طيب اردوغان بنقل الملف إلى أروقة الأممالمتحدة خلال اجتماعات الجمعية العامة المزمع انعقادها في التاسع عشر من شهر سبتمبر الجاري. ودعت تركيا على لسان وزير خارجيتها لإيلاء المزيد من الاهتمام للمجازر التي تتعرض لها أقلية "الروهينغيا" المسلمة في ميانمار، معربة عن أسفها لتقاعس الأسرة الدولية وعدم اتخاذها التدابير اللازمة لمنع المجازر التي تطال هذه الأقلية. من جانبها، استدعت ماليزيا سفير ميانمار لديها، للتعبير عن استيائها من تطور العنف ضد الأقلية المسلمة في ولاية راخين غرب ميانمار، مشيرة إلى أنه بالرغم من النداءات المتكررة من دول رابطة جنوب شرق آسيا الموجهة لميانمار من أجل إيجاد حل للقضية بطريقة سلمية، فإن تلك البلاد لم تظهر لإرادة ولا الرغبة في ذلك. وطالبت اندونيسيا، حكومة ميانماربوضع الحد من تصعيد حدة التوتر في ولاية راخيني على رأس قائمة أولوياتها، منددة بأعمال الإبادة التي يتعرض لها الأبرياء. كما قدمت خطة مكونة من خمس نقاط يتعين تنفيذها على الفور من أجل الحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية والأمن هناك. وفي السياق ذاته، أدانت دولة الإمارات "الجرائم المرتكبة بحق مسلمي الروهينجا، واستخدام السلطات في ميانمار القوة والعنف ضد الأقلية المسلمة، وتشريد عشرات الآلاف منهم"ي مؤكدة "استمرارها في مد يد العون وتقديم المساعدات الإنسانية للأقلية المسلمة الروهينجا ودعمها للجهود المبذولة للتخفيف من معاناتهم والتصدي لأوضاعهم الإنسانية". كما أعربت النرويج عن قلقها إزاء تصاعد العنف في ميانماري وتدهور الوضع الإنساني لأقلية الروهينجا المسلمة، مشددا على ضرورة سماح زعيمة ميانمار وحكومتها لفرق الإغاثة بتوزيع المساعدات بولاية "راخين" التي مزقها العنف، واصفا تقييد عملها بالأمر "شديد الخطورة". 146 ألف من الروهينغا يفرون إلى بنغلاديش هروبا من عمليات القتل التي يرتكبها جيش ميانمار دقت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد الروهينغا الفارين من العنف والمجازر التي يرتكبها جيش ميانمار والقوميون البوذيون في حقهم إلى بنغلاديش، مشيرة إلى ان أقلية الروهينغا المسلمين، اضطروا للعيش في ظل قيود تطال حرية التحرك والجنسية وتشبه نظام الفصل العنصري. وتشتبه الأممالمتحدة في أن الجيش البورمي ارتكب انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية في حق الروهينغا بولاية راخين. وأعلن المجلس الأوروبي للروهينغا في 28 أغسطس الماضي عن مقتل ما بين ألفين وثلاثة آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط. ويقوم برنامج الأغذية العالمي بتوزيع المساعدات في بنغلاديش على الفارين من العنف بولاية راخين في ميانمار، حيث يشعر القائمون على البرنامج بالقلق بوجه خاص بشأن صحة النساء و الأطفال الذين يصلون جوعى ويعانون من سوء التغذية. وقال نائب مدير مكتب البرنامج في بنغلادشي ديبان باتاشاريا إن "الآلاف يتوافدون يوميا على مقاطعة كوكس بازار بحثا عن مكان يستقرون فيه"ي مشيرا إلى أن "غالبية من يعبرون الحدود هم من النساء و الأطفال وكبار السن". وأعلن برنامج الأغذية العالمي عن حاجته ل 11.3 مليون دولار لدعم الوافدين الجدد، بالإضافة إلى المقيمين في المخيمات. من جانبها، أعلنت منظمة إنسانية إيطالية -كانت تطلق عمليات إنقاذ في البحر المتوسط بتمويل خاص- أنها "علقت عملها في إنقاذ المهاجرين، لتنتقل لإنقاذ مسلمي (الروهينغا) في ميانمار جنوب شرق آسيا"ي موضحة أنها "ستقوم بتوظيف إمكانياتها من أجل مساعدة مسلمي الروهينغا في ميانمار، وذلك بعد طلب من البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكاني تأمين الحماية لهم".