قالت منظمة العفو الدولية إن ممارسات جيش ميانمار ضد أقلية الروهينغا المسلمة، قد ترقى ل”جرائم ضد الإنسانية”. واتهم تقرير صادر عن المنظمة سلطات ميانمار ب”قتل مدنيين وممارسة الاغتصاب والتعذيب”. وينفي جيش ميانمار اتهامه بارتكاب أعمال وحشية، ويؤكد على أنه يقوم بمداهمات لمواجهة إرهابيين في إقليم راخين. وتقول العفو الدولية إنها أجرت مقابلات مع 35 ضحية لأعمال عنف و20 آخرين لهم علاقة بأعمال إنسانية وإعداد التقارير حول ميانمار. ووصفت المنظمة ما يحدث في ميانمار بأنه ”كارثة إنسانية”، حيث تقع عمليات قتل عشوائي واغتصاب وتعذيب ونهب وتدمير لمنازل ومدارس ومساجد. وتقول المنظمة إن الجيش يقوم بهجوم ”واسع وممنهج ضد الروهينغا في ولاية راخين، ولذا فإنه قد يمثل جرائم ضد الإنسانية”. ويجهل حتى الآن عدد المدنيين الذين قتلوا في موجة العنف الأخيرة بسبب فرض الحكومة قيودا على الصحفيين وعمال الإغاثة. وبحسب تقديرات آمنستي، فقد فر قرابة 27 ألفا من الروهينغا إلى بنغلاديش منذ أكتوبر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أنّ دول جنوب شرق آسيا عقدت أمس الاثنين اجتماعا طارئا في رانغون لبحث أزمة الروهينغا التي تبعث مخاوف من حركة هجرة جديدة لهذه الأقلية المسلمة المضطهدة. ووجه مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد بن الحسين، الجمعة الماضي، انتقادات شديدة لحكومة بورما برئاسة أونغ سان سو تشي، منذ بدء أعمال العنف. ورأى رعد أن نهج الحكومة ”متهور وغير مجد وعديم الإحساس”، معتبرا أنه ”نموذج لنهج يؤدي إلى تفاقم الوضع”. وتجري رئيسة الوزراء التي تتولى أيضا وزارة الخارجية، محادثات، الاثنين، مع نظرائها من جنوب شرق آسيا. وقلة من بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تنتقد سياسة بورما إزاء الروهينغا، باستثناء ماليزيا التي دعا وزير خارجيتها، داتو سري أنيفة أمان، يوم أمس، رابطة دول جنوب شرق آسيا ”آسيان” إلى التدخل لإنهاء معاناة مسلمي الروهينغا في ولاية راخين بميانمار. وقال أمان، خلال اجتماع وزراء خارجية (آسيان) الذي عقد في ميانمار، أن الوضع في ميانمار أصبح ”محل اهتمام إقليمي”، داعيا في الوقت ذاته إلى وضع حد لمعاناة أقلية الروهينغا المسلمة. ولفت داتو سري أنيفة أمان إلى تواصل انتهاكات حقوق الإنسان ضد مسلمي الروهينغا من اعتقالات تعسفية وعمليات قتل تقوم به القوات العسكرية في ميانمار، مطالبا دول الرابطة بتقديم مساعدات إنسانية لهم والتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت ضدهم مؤخرا. وتدهورت العلاقات بين ماليزيا وميانمار بعد الانتقادات اللاذعة الذي شنها رئيس الوزراء الماليزي ضد زعيمة ميانمار، أونغ سان سوكي، بسبب عدم تحريكها ساكنا إزاء المجازر التي يتعرض لها الروهينغا. يذكر أن سلطات ميانمار لا تعترف بأقلية الروهينغا المسلمة ضمن نسيجها السكاني، وتعد هذه الطائفة من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم.