دافع قائد الجيش في ميانمار (بورما) عن حملة القمع التي شنها الجيش ضد مسلمي الروهينغا، ودفعت بأكثر من 70 ألف منهم إلى النزوح من البلاد. وقال قائد الجيش مين أونغ لانغ، الاثنين، إن الروهينغا "مهاجرون إلى ميانمار، ومن واجب الجيش أن يحمي البلاد من المشاكل السياسية والدينية والعرقية"، حسب ما أورد موقع "بي بي سي عربي". وجاء في تقرير أصدرته الأممالمتحدة الشهر الماضي، أن قوات الأمن في ميانمار ارتكبت جرائم قتل واغتصاب ضد الروهينغا الذين يعيشون في ميانمار منذ عقود، ورغم ذلك يراهم العديد في البلاد مهاجرين قدموا من بنغلاديش. وقد نزح 75 ألفاً من الروهينغا من ميانمار بسبب ما تعرضوا له من قمع في حملة عسكرية شنها الجيش شمالي ولاية راخين المضطربة بحثاً عن عناصر من الروهينغا هاجموا مواقع لهم في أكتوبر. ويعتقد محققون من الأممالمتحدة أن قوات الأمن في البلاد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية. ووافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، على إيفاد لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، بهدف "ضمان محاسبة مرتكبي الجرائم". وتتعرض ميانمار منذ سنوات طويلة للانتقاد على سوء معاملتها للمسلمين الروهينغا في ولاية راخين، واعتبارهم مهاجرين من بنغلاديش، أو بنغالاً غير مرغوب فيهم. ودافع الحاكم العسكري في خطاب ألقاه، الاثنين، بمناسبة اليوم الوطني للقوات المسلحة، عن الحملة العسكرية، قائلاً: "البنغال في راخين ليسوا مواطنين في ميانمار، بل هم مهاجرون". ورفضت الحكومة المدنية التي تقودها، أونغ سان سو كي، تحقيق الأممالمتحدة، قائلة: "إن أي لجنة دولية لتقصي الحقائق ستُفاقم الوضع بدل حل الأزمة في الوقت الراهن". وحكم الجيش ميانمار بيد من حديد، قبل أن تُشكل حكومة مدنية في الفترة الأخيرة، وعُرف حكمه بانتهاك حقوق الإنسان وقمع الأقليات في المناطق المضطربة. وحُرم جل المسلمين الروهينغا من المواطنة في ميانمار، بينما يقيم عشرات الآلاف منهم في مخيمات في ظروف قاسية، منذ أن أخرجتهم أعمال العنف من ديارهم في عام 2012. وأوصت لجنة من الأممالمتحدة قادها، كوفي عنان، هذا الشهر بغلق المخيمات ورفع الحظر على حرية تنقل الأشخاص.