يواصل الجيش السوري والقوات المساعدة والحلفاء بتحقيق التقدم ميدانيا في وجه المجموعات الإرهابية والتي كان آخر فصولها فك الطوق المفروض على مدينة دير الزور (شرق)، و تطهير آخر شبر من الأراضي السورية من رجس التطرف وعودة الأمن و الطمأنينة إلى ربوع سوريا، بعد أربعة أعوام من سيطرة ما يسمة ب"تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)" الإرهابي على المنطقة. و قد تمكن الجيش السوري امس الأحد من السيطرة بشكل كامل على الطريق الرئيسي الرابط بين العاصمة دمشق ومدينة دير الزور التي تبعد ب400 كلم عن العاصمة السورية بعد أربعة أعوام من قطعه من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي، بالإضافة إلى تمكنه من سيطرة وحدات من الجيش السوري على سلسلة جبال الثردة لتوسع بذلك دائرة الأمان حول مطار دير الزور العسكري، بعد ساعات على وصول القوات المتقدمة العاملة على محور السخنة إلى منطقة البانوراما على الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة. و سلسلة جبال الثردة هو المكان الذي قصفت فيه الولاياتالمتحدة مواقع عسكرية سورية في سبتمبر من عام 2016ي قتل خلالها 90 جنديا سوريا، حيث سهلت الضربة الأمريكية سيطرة التنظيم الإرهابي على السلسلة الجبلية السنة ذاتها. وكانت وحدات الجيش المتقدمة من محور السخنة-دير الزور التقت ظهر أمس الأحد مع الوحدات المرابطة في منطقة البانوراما على أطراف مدينة دير الزور بعد أن وصلت طلائعها صباح امس إلى المنطقة و كبدت تنظيم "داعش" خسائر في الأفراد والعتاد. و قد أسفرت عمليات الجيش عن توسيع وحدات الجيش نطاق سيطرتها في المنطقة بالتزامن مع قيام وحدات الهندسة بإزالة الألغام والمفخخات التي زرعها إرهابيو تنظيم "داعش"، كما وسعت وحدات من الجيش نطاق الأمان في محيط مطار دير الزور وذلك بعد ساعات من التقائها مع حامية المطار وكسر حصار إرهابيي تنظيم داعش عن المطار والأحياء السكنية المجاورة له. و يأتي هذا التطور بعدما سيطرت وحدات من الجيش على طريق السخنة - دير الزوري وهو جزء من الطريق الرابط بين دمشق ودير الزور، حيث يخوض الجيش السوري عملية عسكرية كبيرة منذ مايو الماضي لفك الحصار عن مدينة دير الزوري انطلاقا من الصحراء السورية في الريف الشرقي لمحافظة حمص في وسط سوريا، بجانب هجوم آخر شنه في الريف الجنوبي لمحافظة الرقة شمال سوريا. و بات وضع التنظيم الإرهابي "داعش" صعبا جدا مع وصول القوات القادمة من جنوب الرقة حيث انهارت المجموعات الارهابية بعد الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات السورية في الميدان كان آخرها دير الزور، و ذلك بعد أن فقد مساحات كبيرة من معقله الرئيسي في الرقة. أوضاع انسانية صعبة جراء الازمة الامنية كشفت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف"، عن أن ملايين العائلات السورية أُجبرت على الفرار من منازلها، وبعضها اضطّر للفرار أكثر من مرّة وتحت القصف، كما زاد استمرار العنف والنزوح من صعوبة مواجهة الأطفال والعائلات لهذا الوضع. و قال خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسيف،أنه وفقا لأحدث التحليلات فإنه في داخل سوريا والدول المضيفة للاجئين، يحتاج 12 مليون طفل سوري تقريباً إلى المساعدات الإنسانيّة، مقارنة مع نصف مليون طفل في العام 2012. و يقدّر عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق محاصرة أو مناطق يصعب الوصول إليها في داخل سوريا، ولم تصلهم خلال هذه السنوات إلاّ مساعدات محدودة، بنحو مليوني طفل. و اكدت سوريا مجددا استعدادها لاستمرار التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بالشأن الإنساني بما يساهم في دعم جهودها في تقديم العون الإنساني للسوريين ضحايا المجموعات الإرهابية . و على صعيد آخري رحبت سوريا بمبادرات الدول والجهات التي "لم تنخرط في العدوان عليها" التي تتخذ نهجاً واضحا وصريحا ضد الإرهاب للمساهمة في دعم جهودها بإعادة الإعمار و اكدت حرصها على إقامة أفضل علاقات التعاون مع دول العالم و أنها ستخوض بنفس التصميم والعزم والإرادة معركة إعادة إعمار ما دمره الإرهاب وتعزيز انطلاق العملية الانتاجية من أجل توفير مقومات الحياة الكريمة للسوريين. و قال مصدر سوري مسؤول أن سوريا ترى أن إلغاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب "الظالمة واللاشرعية" التي فرضتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي على سوريا والتي انعكست بشكل سلبي على حياة المواطن السوري ولقمة عيشه يشكل عاملا مساعدا من أجل انطلاقة كاملة لعملية إعادة الإعمار. يشار إلى ان الأزمة التي نشبت في سوريا في مارس 2011 ي ألحقت خسائر كبيرة في معظم القطاعات الحيويةي إضافة إلى أن المعارك التي درات في غالبية المحافظات السورية دمرت البنى التحتية لتلك المدن من طرقات ومنشآت صناعية تابعة للحكومة السورية.