وجد تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية "داعش" نفسه مطوقا بفعل عدة جبهات قتالية في محافظة دير الزور شرق سوريا التي لجأ إليها ووضع صوب أعينه الجعل من المحافظة معقلا له اثر اشتداد الخناق والقتال ضده في مدينتي الموصل والرقة. عدة قوى سورية وخارجية تشن القتال في الوقت الراهن ضد عناصر هذا التنظيم الإرهابي بمحافظة دير الزور ميزتها هجمات الجيش السوري على عناصره والضربة الصاروخية التي نفذتها إيران ضده. فمع اشتداد حدة المعارك ضد التنظيم الإرهابي في مدينتي الموصل والرقة أكبر وأهم معاقله في العراقوسوريا أصبحت محافظة دير الزور مسرحا لتحركات التنظيم وقاعدته الرئيسية التي تجتمع فيها كل قواه العسكرية والبشرية والاقتصادية. وأفادت مصادر إعلامية محلية أن تنظيم "داعش " نقل منذ أسابيع قليلة جميع مخازن الأموال إلى مدينة دير الزور عقب وصول مجموعات عديدة من عناصر التنظيم برفقة عائلاتهم إلى مناطق ريف دير الزور الشرقي. وتقول تقارير رسمية من سوريا أن التنظيم يسعى لاتخاذ مدينة دير الزور معقلا جديدا له بعد إفراغه معظم مخازن الحبوب والأدوية والمواد التموينية في مدينة الرقة ونقلها إلى دير الزور أيضا كما نقل التنظيم في وقت معظم التجهيزات الطبية من مستشفيات الرقة إلى مناطق سيطرته في دير الزور برفقة مجموعات كبيرة من مسلحيه الأجانب. ورغم أن مدينتي الموصل والرقة تتصدران المشهد العالمي في عملية الحرب على التنظيم التي تشرف عليها بشكل مباشر قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة بمساعدة حلفائها على الأرض إلا أن صراعا كبيرا يدور أيضا في مدينة دير الزور بين القوات السورية والإيرانيةوالعراقية واللبنانية المساندة لها من جهة وعناصر تنظيم "الدولة" من جهة أخرى والذي يسعى للسيطرة عليها كاملة. داعش يتكبد خسائر فادحة في الافراد والعتاد على يد الجيش السوري حلم داعش في جعل دير الزور معقلا له كبده خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد من خلال الضربات التي يواصل توجيهها له سلاح الجو ومدفعية الجيش السوري على مناطق انتشاره ومحاور تحركه في المدينة. وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن مدفعية الجيش أوقعت في قصف مكثف قتلى ومصابين بين إرهابيي تنظيم "داعش" ودمرت العديد من تحصيناتهم في محيط منطقة البانوراما وتل بروك والمطار والثردة وحي الحويقة وغرب الإذاعة في قرية عياش. ولفتت الى أن الطيران الحربي نفذ عدة طلعات جوية أسفرت عن تدمير آليات مزودة برشاشات ثقيلة لتنظيم "داعش" ومقتل وإصابة العديد من إرهابييه في حطلة ومحيط المطار. إلى ذلك، أوردت وكالة الانباء السورية أن عناصر حامية مطار دير الزور استولوا في عملية نوعية على عربة "بي إم بي" لتنظيم "داعش" الإرهابي في محيط المطار. كما دمر سلاح الجو السوري أمس مقرات قيادة وعربات مدرعة وآليات متنوعة لتنظيم "داعش" وقضى على العديد من إرهابييه من بينهم متزعمون في منطقة الثردة ووادي الثردة وحويجة قاطع وحي المطار القديم ومنطقة الموارد وقرية الجفرة بالريف الشرقي. وكشف اللواء موفق أسعد قائد القوات السورية في المنطقة الشرقية انه "يوجد مخطط ارهابي يتضمن سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة دير الزور وإنهاء وجود الدولة السورية في المنطقة الشرقية" مؤكدا ان هذا المخطط سيكون مصيره الفشل. وأوضح المسؤول العسكري السوري أن تنظيم "داعش" نفذ خلال هذا الشهر 5 هجمات قوية تصد لها عناصر الجيش العربي السوري" وأضاف انه "لدى القيادة السورية العلم بأن تنظيم داعش لم يزج جميع القوى والوسائط التي يملكها في هذه الهجمات" كونه "لا يرغب في تجميع ارهابييه في محور واحد لكي لا يسهل استهدافه من قبل الطيران الحربي". ولفت إلى أن "الدور الحاسم في هذه المعارك يعود لسلاح الجو السوري حيث نفذ عشرات الطلعات الجوية على تجمعات المسلحين في مناطق الإشتباك ومحيطها كما نفذ سلاح الجو الروسي سلسلة غارات ليلية مركزة على خطوط امداد المسلحين في المدينة ومحيطها". في غضون ذلك أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم الاثنين عن إطلاق صواريخ أرض - أرض من قواعد في محافظات كرمانشاه وكردستان (غرب إيران) على مقر قيادة تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور مشيرا الى ان الهدف من العملية هو "إنزال العقاب" على منفذي العمليتين "الإرهابيتين" الأخيرتين في طهران. وتبنى تنظيم "داعش" مسؤولية الهجومين المتزامنين على مبنى البرلمان الإيراني وضريح الإمام الخميني قرب العاصمة في السابع من لشهر يونيو الجاري. الصاروخ الذي اطلقته ايران جاب الاجواء العراقية قبل ان يصل الى الرقة. وفي هذا الإطار قالت لجنة العلاقات الخارجية النيابية بالعراق اليوم أن الضربة الصاروخية التي نفذتها ايران عبر الاجواء العراقية على اهداف لتنظيم "داعش" داخل الاراضي السورية كانت ضمن غرفة التنسيق الرباعي المشترك بين العراقوروسياوسورياوايران كما أكدت دعمها لأي عمل عسكري هدفه اضعاف او انهاء "الارهاب". وقال رئيس اللجنة النائب عبد الباري زيباري في حديث صحفي أن "لجنة العلاقات الخارجية النيابية تؤيد أي جهود تبذل من أي طرف لاضعاف أو انهاء تنظيم داعش الارهابي" مبينا أن "الضربات الصاروخية التي وجهتها ايران لداعش داخل الاراضي السورية بصواريخ بعيدة المدى هي جزء من التنسيق المشترك ضمن غرفة العمليات الرباعية بين العراقوسورياوروسياوايران اضافة الى التحالف الدولي". وأضاف زيباري أن "انطلاق الصواريخ عبر الاجواء العراقية لايمكن ان يحصل دون وجود تنسيق نتيجة لوجود خطوط طيران مدني وعسكري" موضحا ان "التنسيق موجود لضمان عدم وقوع اي حوادث عرضية خلال العملية العسكرية خاصة ان اجواء المنطقة تزدحم بالطيران المدني والعسكري". يذكر أن التحالف الرباعي أو "غرفة عمليات بغداد" هو مركز استخباراتي معلوماتي مقره في العاصمة بغداد نشأ في 30 ايلول 2015 نتيجة تحالف استخباراتي دولي بين كل من (ايرانالعراقسورياروسيا). التحالف الدولي يسقط طائرة حربية سورية في أجواء الرقة.. دعوات لاحترام سيادة سوريا اثار اقدام قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة على إسقاط طائرة حكومية تابعة لسلاح الجو السوري في منطقة الرقة استياء سوري -روسي تبعته دعوة لواشنطن من أجل التعاون في الحرب على داعش. وأعلنت سوريا أمس الأحد أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أسقط طائرة تابعة له في ريف الرقة الجنوبي خلال مهمة قتالية ضد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" . وقال بيان حكومي سوري ان "طيران ما يدعى بالتحالف الدولي اقدم بعد ظهر امس على استهداف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة"، موضحا أن الطائرة سقطت وأن الطيار مفقود. وعلى اثر هذا الحادث طالبت روسيا على لسان وزيرها للخارجية سيرغي لافروف من الولاياتالمتحدة باحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها والتنسيق معها والتخلي عن القيام بخطوات تهدد الأمن في المنطقة والعالم. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك في بكين لوزراء خارجية دول مجموعة البريكس (البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) إن على الولاياتالمتحدة تنسيق أفعالها وتحركاتها لحل الأزمة السورية مع الشركاء ومع السلطات الرسمية في دمشق. واعتبر لافروف أن "مناطق خفض التصعيد هي واحدة من الخيارات الممكنة للمضي معا قدما إلى الأمام" داعيا الجميع إلى تجنب الإجراءات الأحادية الجانب واحترام سيادة سوريا والمشاركة البناءة في عملنا المشترك الذي يتم تنسيقه مع الحكومة السورية". وأكد لافروف أنه ينبغي على جميع الدول احترام وحدة أراضي سوريا وسيادتها على النحو المنصوص عليه في القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن ووثائق الأممالمتحدة الأخرى.