طمأنت وزارة الدفاع الوطني المواطنين القاطنين بالمناطق الحدودية الشرقية والغربية، أن مفارز الجيش الوطني الشعبي تمكنت من تطهير المساحات التي يمر عليها خطا شال وموريس من الألغام بنسبة 100 بالمائة. وقال المقدم بن عثمان عبد الوهاب من قسم هندسة القتال بقيادة القوات البرية في ندوة صحفية أعقبت عملية تدمير المخزون المتبقي من الألغام المضادة للأفراد بالميدان المركزي للجو بحاسي بحبح بالجلفة في الناحية العسكرية الأولى، أن "وزارة الدفاع الوطني تطمئن المواطنين القاطنين بالمناطق الحدودية الشرقية والغربية، أن المسار المعروف للألغام على مستوى خطي شال وموريس قد تم تطهيره من طرف مفارز الجيش الوطني الشعبي يدويا وشبرا بشبر بنسبة 100 بالمائة". وأضاف المسؤول العسكري أن وزارة الدفاع الوطني ورغم النتائج المحققة، توجه نداءً للمواطنين "بضرورة التعامل بجدية أكثر مع خطر الألغام والتفاعل مع حملات التحسيس التي تنظمها الجمعيات الناشطة في هذا المجال". وأشار في ذات السياق، إلى أن قوات الجيش تكتشف في بعض الأحيان ألغاما معزولة وبعيدة بمسافات قد تصل إلى 20 كلمي عن خطَي شال وموريس اللذين زرعهما الاستعمار الفرنسي سنة 1957. وتطرق المقدم بن عثمان إلى تاريخ عملية تطهير التراب الوطني من الألغام التي تمت مباشرتها بعد الاستقلال لتتوقف مؤقتا سنة 1988 لأسباب تتعلق بمحدودية التجهيزات المستخدمة آنذاك، ليتم استئنافها سنة 2004 بمناسبة تنفيذ مسار اتفاقية أوتاوا التي وقّعت عليها الجزائر في ديسمبر 1997 وصادقت عليها في ديسمبر 2001. وعلى هذا الأساسي تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي من إحصاء 165050 لغما تقرر تدميرها نهائيا في نوفمبر 2005 مع الاحتفاظ ب15 ألف لغم لأغراض تدريبية، وفي سنة 2008 انخفضت نسبة الألغام المحتفظ بها إلى نحو 6000 لغم تم تدميرها اليوم الاثنين. وقال ذات المسؤول، أنه بفضل استعمال وسائل جديدة ومتطورة تمكنت مفارز الجيش المتخصصة يوم 1 ديسمبر 2016 من إتمام عملية تطهير التراب الوطني بنجاح بعد نزع أكثر من 800 ألف لغم. ولمواجهة الألغام والتجهيزات التفجيرية التي زرعها الإرهابيون، قامت الوزارة بتكوين عناصر للتعامل مع الألغام المعروفة. وحول تقييم المجهودات الجزائرية في إطار تدمير الألغام المضادة للأفراد من قبل مجلس الدول الأعضاء في اتفاقية أوتاوا، قال المقدم بن عثمان أن الجزائر من الدول القلائل التي تحصت على تقييم "جيّد" بمتوسط معدل يقدر ب 10/7,9". وفيما نفى تلقي قوات الجيش أي مساعدة لإتمام عملية التطهير، أبدى المسؤول في وزارة الدفاع الوطني "استعداد الجزائر لنقل تجربتها في هذا الميدان إلى دول أخرى". ومن جهته، أكد اللواء مادي بوعلام مدير الإعلامي الإيصال والتوجيه بقيادة أركان الجيش الوطني الشعبي، أن "الجيش تمكّن عبر مختلف مراحل عملية التطهير من تدمير كل أدوات الموت التي زرعها الاستعمار والإرهابيون".