l الجيش طهر 62 ألف هكتار ودمر 9 ملايين لغم خلال 40 سنة أكد كل من العقيد وهاب عثمان، بقسم هندسة القتال لدى القوات البرية، والعقيد غرابي، واللواء احمد ماضي، في ندوة صحفية مشتركة، أن الجزائر تمكنت من تطهير أكثر من 62 ألف هكتار بعد نزع 9 ملايين لغم، على مرحلتين، من 1963 إلى 1988 ومن 2004 إلى 2017، مسجلة ذلك تقدما بأربعة أشهر على انتهاء الآجال الممنوحة للحكومة الجزائرية في إطار اتفاقية ”أوتاوا”، وأكدا أن فرنسا لم تقدم أية معلومات دقيقة أو خرائط للحكومة الجزائرية في عملية نزع الألغام الشاقة جدا.
جاء الكشف عن تلك الأرقام، خلال ندوة صحفية نظمتها وزارة الدفاع الوطني، أمس، بمتحف الجيش بالعاصمة، حيث قال العقيد غرابي في رده على سؤال ”الفجر” الخاص بتعويض الحكومة الفرنسية للضحايا، من مدنيين وافراد جيش، أن فرنسا لم تقم بتعويض أي ضحية من المدنيين، مشيرا أن وزارة المجاهدين هي التي تكفلت به سنة 1963 وبعدها سنة 1974 بصدور قانون خاص، أما بالنسبة للأفراد الجيش الشعبي الوطني فلم يتم تسجيل أية ضحية. نزع لغم يكلف ما قيمته ألف دولار وفيما يتصل بتزويد وتعاون الحكومة الفرنسية مع السلطات الجزائرية بتزويدها بالخرائط من أجل نزع تلك الألغام، قال إن اتفاقية أوتاوا تنص على هذا المبدأ، وتقر بإلزاميته، غير أن الخرائط التي سلمتها باريس للجزائر، كانت عامة وغير دقيقة بالشكل الذي تتطلبه عملية نزع الألغام الخطيرة ودقيقة جدا، ما جعل وزارة الدفاع تعتمد على خبرائها ومهندسيها في اقتلاع تلك الألغام. وفيما يتصل بقيمة نزع لغم واحد، فهو يكلف ما قيمته ألف دولار في الوقت الذي لا يكلف زرعه سوى 5 أو 6 وهو ما يكشف عن القيمة الكبيرة التي سخرها الجيش لنزع تلك الالغام . نزع 7819120 لغم من 1963 إلى غاية 1988 وكشف اللواء أحمد مادي، أن عملية التدمير للألغام تمت على مرحلتين، الأولى امتدت من سنة 1963 إلى غاية 1988، حيث تم نزع 7819120 لغم مضادا للأفراد وهو ما مكن من تطهير 50006 هكتار من الأراضي الملوثة بالألغام، ولم تسجل خلالها أي انفجار أو لغم لبقايا الحرب. أما المرحلة الثانية الخاصة بتطهير الألغام، فانطلقت منذ سنة 2004 إلى غاية ديسمبر 2016، وعمليا بلغت الحصيلة العامة منذ استئناف العمليات في نوفمبر 2004 ما يناهز 854186 لغم مدمر، وتم تطهير 12417 هكتار بنزع 310777 لغم، بالناحية العسكرية الثانية و286894 لغم الثالثة والخامسة 256515 لغم. نزع الألغام على خطي شارل وموريس استغرقت 40 سنة وقال كل من العقيد، وهاب عثمان، بقسم هندسة القتال لدى القوات البرية، والعقيد غرابي، أن عملية نزع الالغام على مستوى خطي شال وموريس استغرقت 40 سنة كاملة من العمليات المنتظمة استجابة لطلب المواطنين الذين يواجهون أخطار الألغام والتكفل الفعلي والمتعدد الاشكال لضحايا الالغام المضادة للأفراد. وقد سجلت خلال حرب التحرير استشهاد 4600 جزائري بين مجاهد ومواطن بسبب تلك الألغام الخطيرة.