يحرز الجيش السوري انتصارات ميدانية متتالية بعدما وسع نطاق عملياته العسكرية ضد ما يسمى ي"تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)" الإرهابي في حين انضمت المزيد من الفصائل المسلحة إلى مشروع المصالحة الوطنية في البلاد وسط تأكيد دولي على أهمية الحوار مع المعارضة بدون شروط مسبقة لإيجاد حلول لهذه الأزمة التي تستمر بالبلاد لأكثر من سبع سنوات. و بعد معارك ضارية ضد إرهابيي "داعش" تمكن الجيش السوري من السيطرة على 75 بالمائة من أراضي محافظة دير الزور بشرق سورياي حيث نجح الجيش في تجريد مسلحي التنظيم من مناطق رئيسية كان يتحصن بها كما تمكن اليوم من السيطرة على نقاط جديدة على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) يوم الثلاثاء أن وحدات الجيش تابعت تقدمها في عملياتها على تجمعات ومحاور تحرك إرهابيي (داعش) باتجاه قرية الصبحة على الضفة الشرقية لنهر الفرات اتجاه حقل كونيكو للغاز, حيث فرضت سيطرتها على نقاط في قريتي مظلوم ومراط بعد تكبيد الإرهابيين خسائر في الأفراد والعتاد. وعلى المحور الغربي للمدينة, نفذت وحدات الجيش عمليات تخللتها رمايات مدفعية على محاور تحرك ونقاط تحصين إرهابيي التنظيم, وانتهت بالسيطرة على مسطاحة بلدة الشميطية وأطراف البلدة كما تمكن من تأمين مطار دير الزور العسكري و أعاد تشغيله عقب محاصرته لمدة ثلاث سنوات من طرف تنظيم "داعش"ي حيث هبطت على أرضيته أمس الإثنين أول طائرتي نقل تحملان امدادات للقوات العاملة في المحافظة. وتأتي هذه التطورات بعد أن وسع الجيش السوري نطاق عملياته ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة عقب عبوره أمس الضفة الشرقية من نهر الفرات باتجاه منطقة "حويجة صقر" الواقعة شرق المدينة. وتدور الاشتباكات على محاور واقعة في محيط "حويجة صكر" ومحاور أخرى في شرق مدينة دير الزور التي تعتبر آخر معقل رئيسي ل"داعش" في سورياي بعدما فقدان التنظيم الإرهابي لمساحات كبيرة من معقله الرئيسي في الرقة حيث تسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولاياتالمتحدة على أكثر من 60 في المائة من المدينة. ويخوض الجيش السوري عملية عسكرية كبيرة منذ مايو الماضي لتحرير مدينة دير الزوري انطلاقا من الصحراء السورية في الريف الشرقي لمحافظة حمصي بالتزامن مع هجوم آخر شنه في الريف الجنوبي لمحافظة الرقة شمال سوريا. وتمكنت قوات الجيش التي تقدمت من جنوب الرقة مطلع الشهر الجاري من كسر حصار فرضه تنظيم "داعش" على مدينة دير الزور منذ مطلع عام 2015ي بعدما "وصلت إلى الفوج 137" بالمدخل الغربي للمدينة والتقت قوات مرابطة به. إلى ذلك سجلت لجنة المراقبة المشتركة في سوريا عددا من الإنتهاكات للهدنة خلال ال24 ساعة الماضيةي حيث سجلت روسيا, انتهاكا واحدا في محافظة حلب وآخر في اللاذقية وحالتان في محافظة حماة في حين سجلت تركيا انتهاكان في حماة وأربعة في محافظة دمشق. في غضون ذلكي تتواصل المحادثات بين الجانب الروسي مع فصائل المعارضة المسلحة في محافظات حلب ودمشق وحماة وحمص والقنيطرة, بشأن الانضمام لنظام وقف الأعمال القتاليةي حسبما أكدته وزارة الدفاع الروسية. إقبال المزيد من الفصائل المسلحة على مشروع المصالحة وفي سياق متصلي أكد مركز المصالحة الروسي في سوريا, أن 35 فصيلا مسلحا أعلنوا استعدادهم للوقوف بجانب الجيش السوري في منطقة خفض التصعيد في إدلب, شمال سورياي و ذلك بعد مفاوضات تمت مع قادة هذه التشكيلات المسلحة غير القانونية. و عقد اجتماع في محافظة درعا بين لجان المصالحة في المنطقة الجنوبية ومركز التنسيق الروسي في قاعدة "حميميم" بريف اللاذقية, بحث آلية انضمام مناطق جديدة للمصالحة الوطنية, و آلية عودة الأهالي إلى القرى والبلدات التي استعادها الجيش السوري من المسلحين. و بدوره أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوفي خلال لقائه مع الوفد الاجتماعي السياسي السوري, على أن "الحوار السياسي السوري - السوري الواسع, ومن دون شروط مسبقة وبمشاركة جميع المجموعات العرقية والدينية في المجتمع السوري, يمكنه أن يساعد على استعادة السلام والاستقرار في سوريا وإنشاء الظروف لتحسين الوضع الإنساني للسوريين". في غضون ذلكي دعت فرنسا إلى اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الخمسة الدائمين هذا الأسبوع بنيويورك لمحاولة تشكيل مجموعة اتصال للدفع نحو حل سياسيي حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي جون ايف لودريان - في مؤتمر صحفي عقده اليوم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة - إلى إطلاق عملية سياسية والتخلي عن الطرق التي لم تسمح منذ 2011 بالتوصل إلى حل , مضيفا أن فرنسا لهذا السبب تأمل في تشكيل مجموعة اتصال من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي وتشرك الأطراف الأساسية في النزاع , مشيرا الى أنه سيتم مناقشة إنشاء هذه المجموعة خلال اجتماع وزاري لمجلس الأمن الخميس المقبل بنيويورك. وبحسب مصادر دبلوماسية , فإن المشكلة في تشكيل مجموعة الاتصال التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون , في يوليو الماضي , ترجع إلى عدم تحمس الولاياتالمتحدة لإيجاد حل سياسي في سوريا ورفضها فتح حوار في هذا الشأن مع إيران.