أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 28 مدنياً على الأقل، الثلاثاء، في غارات شنتها طائرات حربية روسية وأخرى للتحالف الدولي بقيادة أمريكا، استهدفت قريتين تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قرب مدينة دير الزور شرقي سوريا. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولي ضد المتشددين في الريف الشرقي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "قتل 12 مدنياً من عائلة واحدة بينهم خمسة أطفال في قصف للتحالف الدولي على قرية الشهابات في ريف دير الزور الشرقي" حيث تدور في محيطها "معارك عنيفة" بين قوات سوريا الديمقراطية والمتشددين. وفي قرية زغير شامية في الريف الغربي لدير الزور، أحصى المرصد مقتل "16 مدنياً بينهم خمسة أطفال في غارات روسية" استهدفت خيماً على الضفة الغربية لنهر الفرات وضعها مواطنون فروا من منازلهم خشية من المعارك بين الجيش السوري وتنظيم "داعش". وبذلك ترتفع حصيلة القتلى جراء الغارات الروسية حسب المرصد إلى 69 مدنياً خلال ال72 ساعة الأخيرة. وغالباً ما تنفي موسكو التقارير التي تتحدث عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها في سوريا التي تقول أنها تستهدف تنظيم "داعش" ومجموعات "إرهابية" أخرى، فيما يؤكد التحالف اتخاذه كافة الإجراءات لتفادي مقتل مدنيين في غاراته. ويخوض الجيش السوري منذ أسبوع معارك في مدينة دير الزور ومحيطها، ويستعد راهناً لشن هجوم لطرد التنظيم من الأحياء الشرقية التي لا يزال يسيطر عليها في مدينة دير الزور، ويسعى إلى ضمان أمن المنطقة المحيطة بالمدينة. وكان تمكن الأسبوع الماضي من كسر حصار فرضه التنظيم المتطرف على أحياء المدينة الغربية ومطارها العسكري منذ مطلع العام 2015. وفي هجوم منفصل في محافظة دير الزور، تدور معارك بين قوات سوريا الديمقراطية و"داعش" على بعد "ستة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور". وكانت قوات سوريا الديمقراطية أكدت إثر إعلانها بدء حملة "عاصفة الجزيرة"، السبت، عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وحليفته روسيا. وشدد التحالف الدولي من جهته على أهمية الحفاظ على خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد "داعش" في شرق سوريا. ويسيطر التنظيم المتطرف منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، وعلى أجزاء واسعة من مدينة دير الزور.