تم اليوم الخميس بسيدي بلعباس تكريم عائلات ضحايا مجزرة عين آذن التي راح ضحيتها 11 معلمة ومعلم الذين اغتيلوا من قبل مجموعة إرهابية منذ عشرين سنة مضت. ويندرج هذا التكريم - الذي أقيم بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمعلم المصادف ل 5 أكتوبر وأشرف عليه والي الولاية الطاهر حشاني- في إطار الإشادة بدور المعلم في تربية الناشئة والتضحيات التي يقدمها في سيبل رفع راية العلم وبناء أجيال الغد، حسبما أفاد به صفاح لحبيب الأمين الولائي للنقابة الوطنية لعمال التربية المنظمة للتكريم. وصرح والي الولاية بالمناسبة أن " الاحتفال باليوم الوطني للمعلم يصادف هذه السنة حدثا آخر بالغ الأهمية يتمثل في الذكرى الثانية عشر لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي شكل منعرجا حاسما في إعادة بناء البلاد "، مضيفا "نحن اليوم ننعم بالسلام والأمان بفضل بنود هذا الميثاق الذي بادر به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة واحتضنه الشعب الجزائري المتعطش للسلم والاستقرار وجدير بنا اليوم أن نتذكر ونترحم على أرواح من قضوا نحبهم في سبيل رفع راية العلم في ظروف مؤلمة خلال العشرية السوداء". كما نوه نفس المتحدث بجهود الدولة من أجل تحسين ظروف التعليم والرفع من التحصيل العلمي من خلال العمل على تحسين المنظومة التربوية وتطوريها. ودعا في هذا السياق إلى ضرورة "رفع التحدي لتربية الأبناء وتعليمهم قيم الاحترام والأخوة وجعلهم يعتزون بجزائريتهم"، وحث المعلمين بأن "يكونوا أصحاب رسالة نبيلة يؤذونها بكل تفاني وإخلاص لضمان تعليم أمثل للناشئة وغرس فيها حب التعلم لتكون كفاءات تسهم بشكل فعال في بناء الجزائر". ونوهت من جهتها عائلات الضحايا التي حضرت هذا الحفل بالمبادرة التي تبرز أن الجزائر لا تنسى أبنائها المخلصين لها وتظل تذكر تضحياتهم ي حسب ما أوضحه بوعلي حنيفي مصطفى أخ المعلمة الضحية بوعلي حنيفي سحوبية. للتذكير كانت السلطات المحلية قد أشرفت نهاية الأسبوع الماضي رفقة ممثلين عن منظمة ضحايا الإرهاب وآخرين من قطاع التربية إلى جانب القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية على مراسم إحياء الذكرى العشرين لمجزرة عين آذن المصادفة ل 27 سبتمبر . ولا يزال سكان المنطقة لاسيما ذوي هؤلاء الضحايا يتذكرون الفاجعة بحزن وكأنها كانت بالأمس القريب. "لم ولن أنسى ما حييت ذلك اليوم المشؤوم يوم 27 سبتمبر 1997 عندما خرجت المعلمات من الابتدائية ليقلن المركبة التي اعتدن ركوبها متجهين إلى بلدية سفيزف مقر سكنهن رفقة المعلم المدعو صابر حبيب" حسبما أشارت أخت احدى المعلمات الضحايا مضيفة أنه حسب شهادات سائق المركبة الذي يعد الناجي الوحيد من هذه المجزرة والشاهد عليها فإن مجموعة إرهابية اعترضت طريقهم وقامت بتجريد المعلمات من حليهن قبل أن تعمد إلى ذبحهن في حين أن المعلم الذي كان برفقتهن فر خارج المركبة قبل أن تدركه رصاصات الإرهاب الهمجي وترديه قتيلا بعين المكان. للتذكير تم إثر هذا الاغتيال تدشين نصب تذكاري في مكان وقوعه يضم أسماء الضحايا وهم مهدان الزهرة 18 سنة ولنفاض حفيظة 21 سنة وشريد فتيحة 26 سنة وبن سعيد عزيزة 30 سنة ولوهاب نعيمة 33 سنة وبودواو خيرة 32 سنة وليو أمينة 22 سنة وبهند فاطمة 33 سنة وبوترعة رشيدة 21 سنة وبوعلي حنيفي سحوبية 26 سنة وحنفي آمينة 24 سنة و صاب حبيب 24 سنة، حيث تحيي السلطات المحلية هذه الذكرى الأليمة بالوقوف على هذا النصب التذكاري والترحم على أرواح الضحايا.