تحل اليوم الثلاثاء الذكرى 14 لاغتيال 11 معلمة ومعلما واحدا (المجموع 12) ببلدية عين آدن بدائرة سفيزف ولاية سيدي بلعباس من طرف الارهاب الأعمى، حصل ذلك يوم 27 سبتمبر 1997 على الساعة الرابعة والنصف في مكان معزول على الطريق الرابط بين عين آدن وسفيزف عندما نصبت مجموعة إرهابية متكونة من حوالي 20 فردا، حاجزا مزيفا وأوقفت سيارة نقل من نوع فيات كان على متنها 11 معلمة ومعلم واحد. وقد حاول هؤلاء المربون الشبان الانفلات من قبضة هؤلاء المجرمين بعد أن تبين لهم بأنهم ارهابيون فحاولوا الهروب باتجاه الغابة غير أن الدمويين لم يتركوا لهم الفرصة وحاصروهم ثم اغتالوهم الواحد بعد الآخر بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان ثم تركوهم جثثا هامدة تسبح في برك من الدماء، لقد كان المشهد مثيرا بل مرعبا. ولم ينج من هذه المجزرة سوى سائق المركبة الذي استغل فرصة إنشغال الارهابيين في ذبح كل الركاب وراح ينهب بسيارته الأرض نهبا في سرعة جنونية، وفي اليوم الموالي بثت وسائل الاعلام ووكالات الأنباء العالمية خبر هذه الفاجعة التي هزت سامعيها وبخاصة الأسرة التربوية حيث كانت هناك ردود فعل منددة واصفة الارهابيين بالبربرية والهمجية والوحشية حيث لم يسلم منهم أي أحد وامتدت أياديهم الملطخة بدماء الأبرياء إلى المعلمين المساكين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يسهرون على تلقين الأجيال العلوم والمعرفة والقيم النبيلة في ظل ظروف العيش الصعبة. ونذكر هنا أن أفراد الجيش الشعبي الوطني والمقاومين وأفراد الدفاع الذاتي بمعية السلطات المحلية لعين آدن كانوا قد تنقلوا إلى موقع الجريمة الشنيعة بعد حدوثها بحوالي ساعتين حيث انتشلوا جثث الضحايا وحولوها إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي حساني عبد القادر سيدي بلعباس عابرين الطريق المؤدي إلى سيدي بلعباس مرورا ببوجبهة وزروالة متجنبين الطريق الموصل إلى سفيزف المحفوف بالمخاطر نظرا لاحكام الجماعات الارهابية سيطرتها عليه إذ كانت في كل مرة تقيم حاجزا مزيفا بتواجد أحد اعضائها الخطرين بحري الجيلالي المعروف باسم »الذيب الجيعان« الذي زُجّ به في السجن لتورطه في عدة قضايا إرهابية. هذا وفي اليوم الموالي من وقوع هذه المأساة شيعت جنازة هؤلاء الضحايا وتم دفنهم بمقبرة سفيزف وسط حشد كبير من المواطنين إلى جانب الأهل والاقارب بالرغم من ذلك فإن عين آدن الابتدائية لم تغلق أبوابها وواصلت نشاطها بفضل شبان وشابات من قرية عين آذن رفعوا التحدي وراحوا متطوعين في خلافة شهداء الواجب يلقنون التلاميذ العلم والمعرفة. وبعد مرور نحو 10 شهورعلى الفاجعة بادر الوالي الاسبق السيد نور الدين بدوي بتدشين معلم تذكاري أقيم في مكان الجريمة وهو يحمل قائمة أسماء الضحايا جميعهم حيث سيبقى رمزا شاهدا للأجيال المتلاحقة على وحشيته الارهاب الاعمى في العشرية السوداء. للإشارة فإن السلطات المحلية بدائرة سفيزف دأبت على إحياء الذكرى يوم 27 سبتمبر من كل سنة وفي هذا الاطار برمجت اليوم الثلاثاء زيارة إلى موقع المأساة والوقوف على المعلم التذكاري لأجل استحضار صور هذه الجريمة النكراء التي لم ولن نلفها النسيان وسيتم التجمع بمقبرة سفيزف لقراءة فاتحة الكتاب والترحم على أرواح الضحايا (11 معلمة ومعلم واحد) أما بمقر بلدية سفيزف فسيكون الموعد مع تكريم عائلات الضحايا تكريما رمزيا، وبالمناسبة سيتم إلقاء درس من طرف إمام مسجد يتناول فيه فضل وثواب شهيد الواجب المهني عند اللّه عز وجل سيحضره رئيس الدائرة وجمع من المدعوين. أسماء وأعمار الضحايا المغتالين (11 معلمة ومعلم واحد): .1 مهادن الزهرة (18 سنة) .2 لنفاض حفيظة (21 سنة) .3 شريد فتيحة (26 سنة) .4 بن سعيد عزيزة (30 سنة) .5 لوهاب نعيمة (33 سنة) .6 بوداود خيرة (32 سنة) .7 فليو أمينة (22 سنة) .8 بوهند فاطمة (33 سنة) .9 بوترعة رشيدة (21 سنة) .10 بوعلي حنيفي سحوبية (26 سنة) .11 حنفي أمينة .12 صابر لحبيب (24 سنة)