نوعت الأحزاب السياسية اليوم السبت من محتوى خطاباتها بعد قرابة أسبوع من بداية الحملة الانتخابية لمحليات ال23 نوفمبر، بالتركيز على جوانب التنمية والاقتصاد تارة، و تحرير الكفاءات، من أجل ضمان تسيير أمثل للجماعات المحلية، تارة أخرى. وفي هذا الإطار، دعا الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس من خنشلة لأن يكون النقاش "اقتصاديا من أجل النهوض بالاستثمار"، مبرزا أن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد يتطلب جملة من الحلول من بينها "الجباية أو اللجوء إلى البنك المركزي"، مطالبا المعارضة الرافضة لحل التمويل غير التقليدي إلى "تقديم البديل". واكد بالمناسبة على ضرورة "إعطاء الأولوية إلى الاستثمار الخاص مع الاهتمام أكثر بالقطاعات الإستراتيجية"، مشيرا إلى "حاجة البلاد إلى شبابها العامل للنهوض بالاقتصاد الوطني و الاستغناء عن اللجوء إلى اليد العاملة الأجنبية"، لا سيما في مجالي البناء والفلاحة". من جانبه، طالب رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد من وهران ب "إعادة الاعتبار" لدور المنتخب ومكانته في تسيير الشؤون العمومية، مذكرا بأن "المنتخب هو ممثل للشعب وليس أجير إداري ينتظر تعليمات الإدارة ومصادقتها على قراراته ومبادراته التي تصب في خدمة الشعب". من جانبه أعرب رئيس الهيئة الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال عن "ارتياحه" لمجريات الحملة في أسبوعها الاول،الذي اتسم بنشاط "خجول" لمختلف المترشحين كما هو الحال بالنسبة لكل الحملات الانتخابية في بداياتها. و وصف السيد دربال الخطاب الانتخابي لمختلف مسؤولي الأحزاب و المترشحين خلال الأسبوع الأول من الحملة "بالمسؤول لحد الأن"، ملاحظا "تطورا" في مستوى هذا الخطاب لدى منشطي الحملة سواء ممثلي الأحزاب السياسية أو المترشحين المستقلين بحيث لم يتضمن "تجريحا أو استفزازا كما كان الحال في الاستحقاقات السابقة". و كان يوم أمس الجمعة المتزامن مع سادس أيام الحملة الانتخابية قد تميز بتنشيط قادة و مسؤولي الأحزاب السياسية لأكثر من تجمع ونشاط جواري في مناطق مختلفة من الوطن الأمر الذي أعطى حيوية مكثفة لهذه الحملة. و في هذا الإطار، كان الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، قد دعا من بلدية بوثلجة بالطارف إلى انتخاب "مرشحين نزهاء قادرين على خدمة المواطن"، مبرزا أن "الاختيار الجيد" للمرشحين سيسمح بترقية تسيير الجماعات المحلية، معتبرا "مرشحي حزبه متشبعين بالحس الوطني و ذوي مستوى تكويني يؤهلهم للمساهمة في محاربة الرشوة و تحسين الخدمة العمومية و الارتقاء بالتنمية المحلية". و بعد أن جدد دعم التجمع الوطني الديمقراطي لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة "، رافع السيد أويحيى من أجل "مزيد من الصلاحيات للمجالس المنتخبة و اللامركزية في تسيير البلديات". ومن ذات الولاية (الطارف) دعا رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" عمار غول، من الطارف إلى "تسليم المشعل للشباب في تسيير المجالس المنتخبة المقبلة" مبرزا ان "الوقت قد حان، لتسليم المشعل إلى حزبه من الشباب من أجل تمكينهم من ممارسة مسؤولياتهم على أكمل وجه." و حث السيد غول بالمناسبة المواطنين على"التعبير عن خيارهم يوم الاقتراع ومنح هذه الإطارات الشابة فرصة المساهمة في التنمية المحلية" مبرزا أن " دور المنتخبين المقبلين هو العمل من أجل ترقية التنمية المحلية و ضمان أفضل تكفل بانشغالات المواطنين". بدوره دعا رئيس حركة مجتمع السلم ، عبد المجيد مناصرة من قالمة، المرشحين ضمن قوائم تشكيلته السياسية إلى "الالتزام بالوعود التي يقدمونها للمواطنين خلال الحملة الانتخابية"، مناشدا الناخبين، التحلي "بالوعي أثناء تأديتهم واجب الانتخابي و ذلك من خلال حسن اختيار المنتخبين الذين سيمثلونهم في المجالس المحلية و الذين بإمكانهم التكفل بانشغالاتهم". أما الامينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون فقد دعت هي الاخرى من قالمة إلى "رفع قيمة الرسم على النشاط المهني إلى 100% لأنه يمثل المورد الرئيسي للبلديات"،لا فتة إلى أن قانون المالية التكميلي لسنة 2015 قد "انعكس سلبا على الوضع المالي للبلديات". ومن سيدي بلعباس أكد رئيس جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد بأن "الجزائر في حاجة لتغيير في الذهنيات من أجل بناء دولة قانون قوية من خلال التغيير الحقيقي النابع من عمق الشعب الجزائري وشرعيته". بدوره رافع الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري، بلقاسم ساحلي، من الجلفة من أجل "منتخبين محليين غير تقليديين"، معتبرا أن دور المنتخب المحلي "لا يقتصر على تسهيل استخراج وثائق الحالة المدنية أو تسيير النفايات العمومية، بل يتعداه إلى رفع تحديات التنمية وتجسيد برنامج الحكومة على ارض الواقع، الامر الذي يتطلب وجود أناس أكفاء في البلديات والولايات".