دخلت الحملة الانتخابية الخاصة بانتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية يوم الأحد أسبوعها الثاني, حيث يواصل المتنافسون سعيهم الحثيث في إبراز النقاط المميزة للبرامج التي يعرضونها أمام الناخبين مع التركيز على أهمية هذه الاستحقاقات التي تعد "مواعدا حاسما و مصيريا" و "انطلاقة جديدة للتنمية الشاملة". و لهذا الغرض, نشط الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي ممثلا عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء ببلدية بئر العاتر (90 كلم جنوبتبسة) تجمعا شعبيا أكد خلاله أن هذه الانتخابات تأتي في "ظرف سياسي واقتصادي واجتماعي صعب", داعيا إلى "العمل من أجل أن تكون هذه المحطة (الانتخابات المحلية) انطلاقة جديدة للجزائر في التنمية الشاملة", بحيث تكون المجالس الشعبية البلدية والولائية المنبثقة عن هذا الموعد "لبنة أولى لمؤسسات الدولة الجزائرية". كما شدد في ذات السياق على ضرورة أن يعمل الجميع من سلطة وأحزاب ومجتمع مدني ومواطنين على إنجاح هذا الاستحقاق, من خلال توفير الشروط الموضوعية من نزاهة و حياد و التعامل مع القوائم المرشحة لمختلف الأحزاب على قدر المساواة مع إعطاء الفرصة لكل قائمة و الاحتكام للصندوق. و في ذات الاتجاه, ذهب حزب جبهة التحرير الوطني, حيث أكد عدد من قيادييه الذين نشطوا تجمعات شعبية بمختلف بلديات تيبازة على أن الانتخابات المحلية القادمة تعد "موعدا حاسما" و "مصيريا" . و دعا هؤلاء الطبقة السياسية إلى الكف عن ممارسة "السياسة السياسوية" التي تهدف إلى "زرع اليأس والإحباط" في نفوس المواطنين بدلا من تقديم بدائل واقتراحات جادة, ليخصوا حيزا هاما من مداخلاتهم للملفات الاقتصادية, حيث دافع محجوب بدة عن مختلف الخيارات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة. و من جهته, رافع بن بعيدة السعيد المكلف بالتكوين بالحزب عن مواقف هذه التشكيلة السياسية مشددا أن "الأفلان" تحمل "عبء خوض ثورة مجيدة أبهرت العالم و تحمل مسؤولية بناء دولة فتية بعد الاستقلال", كما قال, مؤكدا تحمل الحزب لكامل مسؤولياته أمام الشعب منذ سنة 1962. و من باتنة, دعا الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس المواطنين إلى التصويت بكثافة في المحليات المقبلة, مما من شأنه إضفاء الشرعية والمصداقية للقوائم الانتخابية المختارة, وهو ما سيمكنها من تطبيق برامجها في الميدان. و بالجزائر العاصمة, نشط رئيس حزب جبهة المستقبل, عبد العزيز بلعيد تجمعا شعبيا, شّكل فيه موضوع تعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية حجر الزاوية في خطابه الذي ألقاه أمام سكان بلدية المدنية. و يرى بلعيد أن الوقت الراهن "يستوجب تعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية ,لتمكينها من توظيف قدراتها السياسية وتقلد مناصب قيادية", ليعرب عن يقينه بأن المرأة الجزائرية "ستشكل الأغلبية في الساحة السياسية مقارنة بالرجل", الأمر الذي أرجعه إلى التواجد القوي لهذه الشريحة من المجتمع في أغلب القطاعات الحيوية, إلى جانب تسجيل ارتفاع مستمر في مستوى تحصيلها العلمي ضمن مختلف التخصصات. و من وهران, دعت رئيسة حزب العدل و البيان نعيمة صالحي إلى مراجعة قانون الانتخابات الذي اعتبرته "معرقلا" و "مجحفا" و "غير مؤسس على قاعدة منطقية". و على صعيد آخر, أكدت صالحي على ضرورة نبذ سياسة الكرسي الشاغر, حيث دعت الناخبين إلى تبني خيار "مسؤول" يوم الاقتراع وانتخاب من بإمكانهم المساهمة في تنمية جماعتهم المحلية و الوقوف في وجه جميع أولئك الذين فشلوا في مهمتهم كمنتخبين محليين.