تستأنف الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا يوم الثلاثاء المقبل, برعاية من الأممالمتحدة, بعد استراحة تدوم ثلاثة أيام, لتتواصل بعد ذلك إلى غاية منتصف شهر ديسمبر الجاري, وفقا لما أعلن عنه المبعوث الأممي إلى سوريا, ستافان دي ميستورا, في الوقت الذي لم تتأكد فيه بعد مشاركة الوفد الحكومي وعودته إلى طاولة الحوار. فقد أكد المبعوث الأممي, تواصل الجولة الثامنة من المفاوضات السورية إلى غاية ال15 من الشهر الجاري, حيث تقرر الإبقاء على وفدي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف لإجراء جولة مكثفة من محادثات السلام, مشيرا إلى أن أجواء هذه الجولة من المحادثات اتسمت ب"المهنية والجدية إلى أقصى مدى خاصة إذا ما تمت مقارنتها بالجولات الماضية". ووفقا لدي ميستورا, فإن ما ميز هذه الجولة هو أنه لم يصر أي من الطرفين على الشروط المسبقة وأن فريقا من وسطاء الأممالمتحدة تمكن من تحديد عدد من الأفكار حول مستقبل سوريا تتقاسمها الحكومة والمعارضة خلال الأيام الثلاثة الماضية, موضحا أنه يريد خلال هذه الجولة - التي ستستأنف بعد استراحة تدوم ثلاثة أيام - التركيز على قضايا صياغة دستور سوري جديد وانتخابات تتولى الأممالمتحدة قيادتها. وسبق وأن حذرت الحكومة السورية وأكدت بوضوح رفضها بحث مستقبل الرئيس الأسد خلال هذه المفاوضات الأممية, معتبرة أن ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي التي قدمتها سوريا تشكل مدخلا لبناء قواسم مشتركة وثقة وطنية. ويرى الجعفري أن دي ميستورا قد "تجاوز ولايته" بطرح ورقته الخاصة ومطالبته بأن تكون أساسا للنقاش, مشددا على أن مسار جنيف لا يدور في حلقة مفرغة وسبق الاتفاق على جدول أعمال يتضمن مناقشة السلال الأربع. وكان وفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف, أول أمس الجمعة, عن جاهزيته لخوض مباحثات مباشرة مع الحكومة السورية. وأعلن رئيس وفد المعارضة نصر الحريري, أن الوفد عقد لقاءات مع مجموعة كبيرة من الدبلوماسيين الأجانب وممثلي الدول الداعمة للشعب السوري, بهدف بحث تطورات العملية التفاوض الجارية حاليا في جنيف, مشيدا بالجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي بهدف المضي قدما في العملية السياسية. يذكر أن الجماعات المعارضة, قد اتفقت قبل جولة (جنيف 8) على تشكيل وفد موحد للمشاركة في هذه الجولة والتي تمثل المحادثات الأولى للجماعات السياسية المعارضة موحدة في محادثات مدعومة عالميا.