أبرز مؤرخون وناشطون حقوقيون يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة الصدى الدولي الذي حققته مظاهرات 11 ديسمبر 1960 في تدويل القضية الجزائرية في مختلف المحافل خاصة الأممالمتحدة. وخلال لقاء نظمته يومية المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد بمناسبةإحياء الذكرى ال57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 وصف المؤرخ محمد لحسن زغيد هذه الأحداث ب"الباب الكبير الذي نقل الثورة الجزائرية من المستوى المحلي والإقليمي إلى العالم بأسره خاصة في ظل التغطية الإعلامية الدولية التي حظيت بها هذه المظاهرات". كما اعتبر ذات المتحدث أن هذه الأحداث تعد بمثابة "تطبيق حرفي لمضمون بيان أول نوفمبر الذي دعا الشعب إلىالالتفاف حول ثورته فضلا عن كون الأحداث تنفيذا فعليا لقرارات مؤتمر الصومام لسنة 1956".من جانبها ذكرت الناشطة الحقوقية فاطمة الزهراء بن براهمي بالظروف التي سبقت تنظيم هذه المظاهرات سيما ما تعلق بالسياسية الاستعمارية التي انتهجها الجنرال ديغول وتأثيرها على الحياة اليومية للجزائريين. كما اعتبرت السيدة بن براهم هذه الأحداث بمثابة "الشعلة الشعبية والمرآة التي عكست مستوى النضج الوطني والوعي السياسي الذي ميز الشعب الجزائري آنذاك". وبالمناسبة ذكرت أن هذه الأحداث شهدت "مشاركة مختلف شرائح المجتمع وجاءت بطريقة عفوية لكنها بالمقابل أظهرت وحدة الشعب الجزائري والتفافه حول جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني". وتعتبر مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من أهم محطات تاريخ الجزائر التي تستحق كل الاهتمام والتقدير إذ تعد حدثا تاريخيا بارزا في مسيرة الثورة التحريرية حين اخترقت صمت الأممالمتحدة بقوة التلاحم الشعبي للجزائريين الذين خرجوا عبر شوارع المدن الجزائرية حاملين العلم الوطني ومؤكدين بذلك رفضهم القاطع لمخططات الجنرال ديغول وتحطيمهم نهائيا لأطروحة "الجزائر فرنسية". وكانت زيارة الجنرال ديغول الى الجزائر يوم 9 ديسمبر 1960 والتي بدأها من عين تموشنت للإشراف شخصيا على تطبيق مخططاته بمثابة شرارة اندلاع هذه المظاهرات حيث خرجت الجماهير الشعبية بقيادة جبهة التحرير الوطني يوم 11 ديسمبر معبرة عن وحدة الوطن والتفاف الشعب حول الثورة التحريرية ومطالبة بالاستقلال التام للجزائر. وقد حمل خلالها المتظاهرون العلم الوطني ورفعوا شعارات كتب عليها "تحيا الجزائر" و "تحيا جبهة التحرير الوطني". وقد انطلقت المظاهرات بالعاصمة من حي بلكور (شارع بلوزداد حاليا) لتتوسع إلى أحياء المدنية باب الوادي الحراش بئر مراد ريسي القبة بئر خادم ديار السعادة القصبة وواد قريش. وسرعان ما ظهر التنظيم المحكم في هذه المظاهرات إذ عينت لجنة تنظيمية في كل حي لتمتد إلى المدن الجزائرية الأخرى في الأيام اللاحقة في كل من تيبازة شرشال سيدي بلعباس قسنطينة وعنابة عندما خرج الآلاف من الجزائريين الى الشوارع مطالبين بالحرية والاستقلال.