اتفقت الجزائر والمجر يوم الثلاثاء بالجزائر خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة للبلدين في دورتها الثانية على توسيع وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة. و لقد تم التوقيع على هامش الاجتماع الذي شارك فيه وزير الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري السيد عبد القادر بوعزقي و كاتب الدولة للإدارة العمومية لدى وزار الخارجية والتجارة الخارجية للمجر السيد سابا بالوغ على محضر وأربعة اتفاقات للتعاون. ويهدف محضر التعاون الموقع بين الطرفين إلى توسيع التعاون الثنائي في 21 مجالا للنشاط من ضمنها قطاعات الزراعة، والصناعة، والطاقة، والطاقات المتجددة، و تهيئة الاقليم، والتعليم و التكوين، والتعليم العاليي و السكن، والموارد المائية و الأشغال العمومية و النقل وكذا قطاع العدالة. أما بخصوص الاتفاقيات الأخرى فتتعلق بتوقيع مذكرة تفاهم في تكنولوجيات الاعلام و الاتصال و مذكرة تفاهم في مجال السياحة واتفاق بين الغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة ونظيرتها المجرية لإنشاء مجلس أعمال بين المتعاملين الاقتصادين للبلدين. و تم بالمناسبة التوقيع على ملحق مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2011 من طرف وزيرا الفلاحة لكلا البلدين المتعلقة بالتعاون في مجال تربية المائيات . و افاد السيد بالوغ "أن الوقت قد حان لرفع و تطوير التعاون الاقتصادي الثنائي إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة التي تربط البلدين" مضيفا ان الجزائر كانت وستكون دائما بالنسبة للمجر "شريك أفريقي متميز واستراتيجي." و أضاف المسؤول المجري انه"ملتزم جدا" بتحقيق الاتفاقيات الموقعة في الميدان مع التركيز بشكل خاص على القطاع الفلاحي ، موضحا أن بلاده حريصة على أن تستفيد الجزائر في إطار برنامج موسع للتعاون الثنائي، من الخبرة المجرية الرائدة في مجال السياحة، و التكوين والصحة، والبيئة، وتكنولوجيا الإعلام و الاتصال . من جهته أشار وزير الدولة لدى وزارة الفلاحة المجرية السيد زولت فيلدمان الذي حضر أيضا الاجتماع أن المجر على استعداد لتدعيم الجزائر بالخبرة المجرية في مجال الزراعات- الغذائية . بدوره أكد السيد بوعزقي أن انعقاد هذه الدورة والاتفاقات الموقعة تعبر على الإرادة السياسة المشتركة للمضي قدما نحو تعزيز العلاقات والاتفاقيات الثنائية وإعطائها المحتوى الذي يعكس تميز العلاقات التاريخية والصداقة التي تربط البلدين " ورحب الوزير بهذه المناسبة، بالنتائج الإيجابية المحققة على صعيد التبادل السياحي بفضل افتتاح شركة الخطوط الجوية الجزائرية خط جوي الجزائر- بودابست في عام 2016 متمنيا أن تحذو الخطوط الجوية المجرية بدورها حذو نظيرتها الجزائرية و تفعل ربط جوي مباشر مع الجزائر . كما ثمن الوزير أيضا الجهود التي تبذلها السلطات والجامعات المجرية لاستيعاب عدد متزايد من الطلاب الجزائريين، مشيرا إلى أن عدد المنح الجامعية الممنوحة من طرف المجر للطلاب الجزائريين سوف يرتفع في 2018 مقارنة بعام 2017. و كانت أشغال الجنة التي تم الشروع فيها أمس الاثنين فرصة لاستعراض وتقييم التعاون الثنائي الجاري ومناقشة فرص الشراكة في مختلف المجالات . و كان القطاع الفلاحي و تربية الدواجن و الأبقار و إنتاج الألبان و الحبوب وتربية الأحياء المائية موضع اهتمام خاص من قبل كلا الطرفين. و أكدت الإطارات الجزائرية التي تدخلت خلال أشغال هذا الاجتماع على ضرورة التجسيد السريع لمشاريع الشراكة المقررة سلفا و كذا تحديد مشاريع جديدة وفق مقاربة رابح-رابح. وقد صنف قطاع الصناعة الغذائية من ضمن النشاطات ذات الأولوية للتعاون من طرف الجزائر بالنظر للقيمة المضافة التي من الممكن أن يوفرها الجانب المجري للقطاع . و تم الاتفاق أيضا على تطوير شراكات في مجال السياحة المعدنية حيث تعتبر المجر من بين الدول الرائدة في هذا المجال. و يكمن تجسيد الشراكة الثنائية بين البلدين عبر تبادل وفود من الخبراء الذين سيكلفون بتحديد مشاريع للاستثمار في الجزائر. في مجال الصحة، تم استعراض مشاريع خاصة في مجال الوقاية و مراقبة المواد الصيدلانية و كذا في عملية نقل الدم. أمل في قطاع تكنولوجيات الإعلام و الاتصال فقد تم تحديد مجالات عديدة للتعاون ذات اهمية خاصة من ضمنها نقل التكنولوجيا و تطوير الحضائر و المحطات التكنولوجية و مرافقة مشاريع استحداث المؤسسات المبتكرة . و أخيرا، اتفق الطرفان على مواصلة محادثاتهما من أجل استكمال الأدوات القانونية المتبادلة في مجال التكوين المهني و الرياضة و الأرشيف و كذا الاستثمار حيث اتفق على التوقيع عليها خلال اللقاء الثنائي المقبل. مجلس للأعمال لتكثيف المبادلات الثنائية و حسب السيد بوعزقي فإن استحداث مجلس أعمال جزائري مجري هو خطوة هامة في مسار تعزيز التواصل المباشر ما بين المتعاملين الاقتصاديين للبلدين و كذا إطار ملائم لدعم و تعميق العلاقات الاقتصادية و التجارية الثنائية. و تبقى المبادلات التجارية بين البلدين ضعيفة مع تسجيل عجز تجاري من جهة الطرف الجزائري. و قالت المديرة العامة للغرفة الجزائرية للتجارة و الصناعة، السيدة وهيبة بهلول، في تصريح ل (وأج) أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2017، استوردت الجزائر من المجر ما قيمته 93 مليون دولار مقابل 156 مليون دولار طوال سنة 2016. و تستورد الجزائر من المجر خاصة التجهيزات الميكانيكية و الكهربائية و كذلك منتجات كميائية و منتجات معدنية بينما لم تصدر الجزائر تقريبا لا شيء إلى هذا البلد خلال نفس الفترة . و صرحت السيدة بهلول : " نسجل طلب كبير من طرف المجر لاستيراد منتجات زراعية جزائرية خاصة الخضر. و من شأن مجلس الأعمال المشترك المرتقب استحداثه تصدير المنتوجات الجزائرية إلى السوق المجرية ". للتذكير، تم عقد الدورة الأولى للجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية المجرية في سبتمبر 2015 في العاصمة المجرية بودابيست.