شكلت الطرق التقنية الحديثة المتبعة في مجال حماية النباتات موضوع لقاء جهوي نظم يوم الثلاثاء بأدرار تحت إشراف المعهد الوطني لحماية النباتات بالحراش (الجزائر). ويهدف اللقاء الذي جرى إلى التعريف بمهام هذه الهيئة المختصة في الدعم التقني لمختلف الأنشطة الفلاحية بالمناطق الصحراوية من خلال جهود المخابر المتخصصة التي يضمهاي حسبما أشار إليه المدير العام المساعد بالمعهد بن ساعد عبد الحميد. وأوضح المتحدث ذاته أن هذا اللقاء الثاني المندرج ضمن سلسلة من اللقاءات الجهوية عبر مختلف مناطق الوطن ومن بينها ولاية أدرار التي تنتمي لقطب الجنوب تأتي من أجل مواكبة القفزة التي تشهدها الولاية في مجال الاستثمار الفلاحي بالمساحات الكبرى والتي أضحت تستقطب عددا كبيرا من الفلاحين والمستثمرين. وأضاف السيد بن ساعد أن هذه التحولات الإيجابية حفزت المعهد من خلال محطاته الجهوية على غرار محطة حماية النباتات بأدرار على مرافقة الفلاحين وتكثيف الاتصالات الميدانية معهم لرصد انشغالاتهم بخصوص مختلف الآفات التي تصيب محاصيلهم الزراعية بما يضمن معالجتها. ومن شأن هذه الخطوات ضمان مضاعفة الإنتاج و رفع المردودية من أجل المساهمة في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد باعتبار أن الاستثمار الحقيقي يكمن في إدخال واستعمال التقنيات والوسائل الحديثة في الإنتاج النشاط الفلاحي. وخلال هذا اللقاء الذي حضره ممثلو مختلف المصالح التابعة لقطاع الفلاحة والشركاء وطلبة المعاهد التكوينية نظمت أبواب مفتوحة حول مهام مختلف المخابر السبعة التي يضمها معهد حماية النباتات وفروعها المنتشرة عبر جهات الوطن. وفي هذا الجانب أبرزت رئيسة مصلحة علم الحشرات بالمعهد بن عبد الرحمن فتيحة طرق المكافحة البيولوجية للحشرات المضرة بصحة النباتات على غرار حشرة المن والقشريات البيضاء وحفارة الطماطم التي تنتشر بالمناطق الصحراوية. من جانبها استعرضت المفتشة الرئيسية بمخبر الفطريات بالمعهد بوعكاز خليدة جهود المخبر في مراقبة الصحة النباتية من خلال جلب عينات الأشجار من مختلف الجهات بالتنسيق مع مفتشيات مصالح الفلاحة عبر الوطن لإجراء مجموعة من التحاليل حسب تخصص كل مخبر بهدف الكشف عن كائنات قد تكون معنية ببرنامج الحجر الزراعي (النظامي). وتشمل هذه المراقبة مستويين أولهما داخلي يهتم بمراقبة النباتات داخل التراب الوطني لتفادي انتقال العدوى بين المحاصيل في حين يهتم المستوى الثاني بالمراقبة الخارجية غلى مستوى الحدود لتفادي حالات أمراض نباتية مستوردة عن طريق التبادلات قصد ضمان عدم انتقالها للمحاصيل الفلاحية داخل الوطن حسبما أشير إليه. وبدورها تطرقت المكلفة بمخبر الفيروسات بالمعهد الى أهمية إجراءات التحاليل المخبرية الأولية كخطوة مهمة لمعرفة طبيعة الآفات إن كانت فيروسات أم حشرات أو فطريات لتحديد الطريقة الأمثل في المعالجة. كما قامت المكلفة بمصلحة المرافقة التقنية لدى المعهد جمالي فاطمة الزهراء بتعريف الشركاء بآلية التنبيهات الزراعية التي تعتمد على خرجات الفرق الميدانية نحو المحيطات الفلاحية لرصد إمكانية وجود أمراض نباتية ومن ثمة إرسال تنبيهات لشبكة الفلاحين عن طريق رسائل إلكترونية إلى جانب لقاءات تحسيسية وتوعوية وتوزيع مطويات على الفلاحين. وقد أعرب طلبة المعاهد التكوينية عن استفادتهم الكبيرة من هذه الشروح التي عززت المعارف والمعلومات التي تلقوها في مسارهم التكويني داعين إلى ضرورة تكثيف هذه اللقاءات لتنمية معارفهم وخبراتهم لاستغلالها في مشوار عملهم مستقبلا.