شهد صيف 2017 بولاية تيزي وزو حرائق استثنائية تسببت في وفاة شخص و أضرار جسيمة و هي الكارثة الطبيعية التي جندت لها الدولة إمكانيات ضخمة من خلال إجراءات استعجالية لتعويض المتضررين خصوصا من الفلاحين مما سمح لهم بإستئناف نشاطهم العادي بعد فترة وجيزة. وأتلفت الحرائق المهولة ما مجموعه 88.751 شجرة, معظمها من أشجار الزيتون و لكن أيضا من التين والرمان وغيرها. و قد كانت تيزي وزو الولاية التي عانت من أكبر الخسائر من حيث الأشجار المثمرة يضاف لها احتراق مئات من خلايا النحل و عدد من المنازل والمدجنات و الاسطبلات التي دمرتها ألسنة اللهب التي أتت على 1479.5 هكتار من الغابات و 880 هكتار من الأحراش و 1712 هكتارا من الأدغال و 32.5 هكتارا من المحاصيل إلى جانب تدمير 3700 حزمة من التبن, وفقا لحصيلة أعدتها محافظة الغابات. خسائر فادحة مثلت ضربة موجعة للقطاع الفلاحي بالولاية و كادت تتسبب في دفع العديد من الفلاحين إلى وقف النشاط, مع العلم أنه في تيزي وزو القليل من يقومون بتأمين ممتلكاتهم الفلاحية للاستفادة من التعويض في حالة وقوع أي كارثة. ولم يشكل عدم تأمين قطيع الحيوانات والمحاصيل الفلاحية التي كان ينبغي على الفلاحين تأمينها لدى الهيئات المختصة, مثل الصندوق الجهوي الوطني للتعاضد الفلاحي, عائقا أمام عملية تعويضهم. ففي تيزي وزو تدخل الصندوق الجهوي لهذه المؤسسة بعد أيام قليلة من اندلاع الحرائق وأرسل صكوكا مالية كتعويضات عن الخسائر. وفي هذا الصدد, عوض الصندوق الجهوي للتعاضد الفلاحي لتيزي وزو 10 مزارعي حبوب في منطقتي ذراع الميزان و تيميزرت الذين فقدوا محاصيلهم أثناء الحرائق. و قد منحت لهم صكوك مالية بعد أسبوعين فقط من الحرائق كتعويض عن الخسائر و السماح بالتالي لهم باستعادة أنشطتهم والمحافظة على مصدر عيش عائلاتهم. كما مس تدخل السلطات العمومية قطاعات أخرى, لا سيما قطاع السكن الذي عرف تخصيص نحو 79 مساعدة للبناء الريفي لصالح ضحايا الحرائق. و قد تم تسجيل هذه المساعدات بموجب برنامج تم إخطاره للولاية في نوفمبر الماضي. وتمكنت لجان البلديات و الدوائر التي تشرف عليها لجنة تابعة للولاية برئاسة الوالي التي أسندت لها عملية إحصاء المتضررين من إعداد حصيلة دقيقة عن الخسائر و استهداف جميع الضحايا وتجنب إغفال أي أحد, مما سمح بالسير الحسن لعملية التعويض التي جرت في ظروف جيدة, بحسب رأي العديد من الضحايا الذين رحبوا بهبّة الدولة لمساعدتهم من أجل إعادة بعث نشاطاتهم الفلاحية لتصبح هذه الكارثة الطبيعية مجرد ذكرى سيئة لسكان المنطقة .