في كل سنة يتم استبدال الملايين من إطارات السيارات أو حتى تنتهي صلاحيتها مما يضطر عديد المختصين في المجال البيئي و الخبراء إلى العمل بجد للوقاية من جوانبها المضرة و رسكلتها و منحها حياة ثانية. و بالنظر لطبيعة مكوناتها الكيميائية تشكل الإطارات المستعملة للسيارات غير القابلة للتحلل و المضرة بالبيئة أحد مصادر تلوث التربة و أيضا الغلاف الجوي. لكن مع ذلك يمكن استرجاع هذه الإطارات من خلال عديد الطرق لتصبح ذات قيمة، لاسيما في صنع الأرضيات الرياضية (مضامير ألعاب القوى و العشب الاصطناعي) و في قطاعات الفلاحة و الأشغال العمومية و الصناعة و لكن أيضا في البستنة كدعامة للنباتات التزيينية. و هو الرهان الذي حددته جمعية حماية الطبيعة و البيئة بقسنطينة من خلال اتخاذها قرارا بتلقين تلاميذ المؤسسات التعليمية خلال هذه السنة "ثقافة غرس النباتات في أشياء مصنوعة من البلاستيك مثل قارورات المياه المعدنية و في الإطارات المستعملة للمركبات و استخدامها على شكل ديكور" حسبما أكده رئيس هذه الجمعية عبد المجيد سبيح. و بمجرد سحقهم يصبح بالإمكان إعادة تثمينهم بعدة طرق، لاسيما من خلال تشكيل أردم الطرقات أو البناءات أو كدعامة لخط السكة الحديدية و في تركيب العشب الاصطناعي بالنسبة لأرضيات اللعب أو كمواد أولية بالنسبة لمصانع الإسمنت و الحديد و الصلب حسب ما تم إيضاحه. و علاوة على ذلك تجمع المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني و معالجة النفايات بولاية قسنطينة في كل سنة 370 كلغ من النفايات البلاستيكية، حسب ما كشف عنه مصدر بمديرية مركز الردم التقني. و منذ سنة 2017 يتم على وجه الخصوص التكفل بهذه النفايات داخل مركز الردم التقني بوغارب ببلدية ابن باديس (ولاية قسنطينة) من طرف متعهد معتمد من طرف الوكالة الوطنية للنفايات. و استنادا لذات المصدر فإن هذا المسترجع يعالج النفايات البلاستيكية بعين المكان بمساعدة آلة و التي تقوم بعملها قبل عملية الضغط وذلك من أجل إعادة تثمين هذه النفايات و تشكيل مادة أولية منهم موجهة للرسكلة. و في هذا الصدد يسمح الاسترجاع و الرسكلة بالتقليل من تواجد النفايات البلاستيكية و العجلات في الطبيعة و يساهم في تنمية اقتصاد أخضر تكون له آثار مباشرة على النمو الاقتصادي و استحداث مناصب الشغل.