بين واقع ينغصه نقص الدعم وقلة المشاركات في مختلف المنافسات الدولية وبين حلم يراود مسؤولي وممارسي هذه الرياضة باعتلاء منصات التتويج و حصد الالقاب و الميداليات, تبقى المبارزة الجزائرية باختصاصاتها الثلاثة (سيف-شيش-حسام) تحلم بغد مشرق مرصع بتتويجات ترقى الى طموحات عائلة المسايفة الوطنية. فالمبارزة التي حمل سلاحها شبان صغار لم يشكوا يوما في قدراتهم و اقدموا بكل عزيمة على منافسة و تحدي أعتى و اقوى المبارزين العالميين فوق مضمار التبارز, تحتاج الى مرافقة و امكانيات تمكن المبارز الجزائري من اثبات وجوده و التألق في المنافسات, خاصة و ان هذا الرياضي لا يفتقر للعزيمة و الفنيات بقدر ما يعاني من ضعف الامكانيات التي تقف حجر عثرة امام طموحاته واحلامه في بلوغ اعلى المراتب في هذه اللعبة التي تستهويه دون غيرها من الرياضات. من جانبه, قدم المدير الفني, لطفي دالي الحلول الممكنة, قائلا : "العمل القاعدي من خلال التعامل مع الفئات الشابة من شأنه أن يمنحنا منتخبا وطنيا جيدا في المستقبل". و نوه ذات المتحدث بافتتاح الاكاديمية الافريقية لأساتذة الأسلحة مؤخرا بالجزائر, قائلا أنها "ستسمح بتكوين مدربين أكفاء لتحسين اللعبة, سيما وأن استراتيجيتنا تعتمد على تطويرها وتعميمها من خلال تأسيس أندية ورابطات ولائية جديدة". أما المدرب الروماني كودريانو موغور, فيرى أنه "يجب التكوين المستمر لجني الثمار, مع ضمان الظروف الجيدة للعمل وتسطير برنامج ملائم والاستثمار في العنصر الشاب". من جهتها, اعتبرت اللاعبة نريمان الهواري أن "الحل يكمن في تكثيف المشاركة في المحافل الدولية قصد الاحتكاك بالمستوى العالمي. مرحلة الجزائر لكأس العالم تعد فرصة لنا لكنها غير كافية. هناك منتخبات تحسنت بحضورها في مختلف الدورات المفتوحة ومراحل كأس العالم والدليل هي اسبانيا التي بدأ منتخبها يتألق". وأضافت لاعبة اولمبي الشلف السابقة ونادي مرسيليا (فرنسا) حاليا: "مرحلة الجزائر لكأس العالم هي المنافسة الدولية الثانية لي في ظرف سنة على المستوى العالي. هناك تحسن طفيف في مستوى المنتخب, لكن تنقصنا مثل هذه المنافسات الكبيرة". و على غرار العديد من الاتحاديات, تأمل رياضة المبارزة في الاستفادة من الدعم والالتفات اللازمين من قبل جميع الأطراف المعنية, بعيدا عن الصراعات والخلافات, من اجل الصعود بالمنتخبات الوطنية الى مصاف الكبار و تحقيق حلم يراود الجميع بدء من مسؤولي الهيئة الفيدرالية و المدربين واللاعبين وحتى العائلات التي تقدم الغالي و النفيس من اجل التلذذ برؤية ابنائها ينجحون في الرياضة التي اختارها القلب و تفانى فيها الجسم.