أفاد المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية عبد الرحيم سليمان يوم الأحد بالجزائر العاصمة بأن التبادل العربي في مجال الإعلام السمعي-البصري فاق السنة المنصرمة 13 ألف خبر تلفزيوني و تسع ساعات في المجال الإذاعي, مشددا على أهمية الارتقاء بالتعاون العربي في هذا القطاع لرفع التحديات الراهنة. و في تدخله خلال الاجتماع السنوي الدوري المشترك بين المنسقين الاذاعيين والتلفزيونيين ومهندسي الاتصال ومشغلي المحطات الأرضية للهيئات التلفزيونية والاذاعية في الدول العربية الذي تحتضن أشغاله الجزائر, أوضح السيد سليمان أن حصيلة التعاون العربي في المجال السمعي-البصري لسنة 2017 "تبعث على الارتياح", حيث تميزت بتبادل "ما يفوق 13 ألف خبر تلفزيوني سنويا و تسع ساعات من البث الإذاعي يوميا, تجاوزت نسبة استخدامه الستين بالمائة". كما شهدت السنة الفارطة أيضا "نقل ما يربو عن ثمانين حدثا دوليا و خمسون برنامجا متنوعا في مختلف المجالات", السياسية منها و الاقتصادية و الثقافية و الرياضية, "استمت كلها بجودة فنية عالية". و لفت ذات المسؤول إلى أن التبادل الإعلامي الذي يسهر الاتحاد على تجسيده لا يشمل المنطقة العربية فحسب بل يطال أيضا الاتحادات الإقليمية و العالمية و ذلك في إطار "حرصه على نشر الخبر العربي على أوسع نطاق ممكن". و في ذات السياق, أبرز السيد سليمان أهمية التعاون العربي المشترك في هذا المجال و الذي يتطلب مواكبة التحول الرقمي بشكل دائم من أجل رفع التحديات و كسب الرهانات الحالية. كما توقف بالمناسبة عند الدعم الذي تمنحه الجزائر للتعاون العربي في هذا المجال, من خلال توفير البنى التحتية و الظروف اللازمة لعمل مؤسساته, و من أبرز ما يؤكد هذا الدعم, يقول رئيس الاتحاد, قرارها بتسيير المقر الجديد للمركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج بعد أن قدمت الأرض المخصصة لتشييده كهبة, ليشير إلى أن هذه الرعاية المتميزة "كان لها الأثر الفعال و الإيجابي على حسن سير و عمل هذه الهيئة من خلال توفير الوسائل الكفيلة للمنتسبين إليها لإنجاز مهامهم على أكمل وجه وفقا للمعايير الدولية. و في سياق ذي صلة, تطرق السيد سليمان إلى مجال التكوين, حيث أشار إلى أن أكاديمية التدريب الإعلامي الكائن مقرها بتونس قامت منذ إنشائها العام الماضي بتنظيم 19 دورة تدريبية برامجية و هندسية, استفاد منها 241 مهني. و كان وزير الاتصال, جمال كعوان قد أكد بدوره على ضرورة تكتل مهنيي قطاع الإعلام السمعي-البصري في العالم العربي لمواكبة الثورة الرقمية و العمل على إحداث تقارب بينهم في أجل التصدي لما يتهدد مجتمعاتهم من برامج هدامة. و توقف السيد كعوان في مداخلته عند أهمية اضطلاع المعنيين بهذا القطاع بدورهم في دعم التقارب البيني في مجال الإعلام وخدمات الاتصال السمعي البصريي و توظيفها في نشر جيد للمعلومة وفهم صحيح للمشاكل المطروحة من خلال "تطوير لغة الحوار والتسامحي والتصدي لما يتهدد مجتمعاتنا من برامج هدامة", متوقفا عند الحساسية التي تطبع مواقعهم المهنية و الدور المنوط بهم في خدمة القضايا المصيرية للأمة. كما توجه المسؤول الأول عن قطاع الاتصال إلى مهنيي القطاع مذكرا إياهم ب"المسؤولية الكبرى" التي تقع على عاتقهم, كل في مجال اختصاصه, في انتقاء المعلومة الصحيحة و نشرها في الوقت المناسب عبر كل أرجاء الوطن العربي. يذكر أن الاجتماع السنوي الدوري المشترك بين المنسقين الاذاعيين والتلفزيونيين ومهندسي الاتصال ومشغلي المحطات الأرضية للهيئات التلفزيونية والاذاعية في الدول العربية الذي تحتضن أشغاله الجزائر يجري بحضور ما لا يقل عن 13 هيئة إذاعية و 13 هيئة تلفزيونية تمثل عدة دول, على غرار مصر والعراق وقطر وتونس وكذا -و لأول مرة- جزر القمر وجيبوتي. و يسعى المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج في طبعته هذه و تنفيذا لتوصيات اللجنة الدائمة للإذاعة على مستوى اتحاد إذاعات الدول العربية, إلى البحث عن صيغة جديدة لتجاوز ما يعرف بالتبادل عن طريق الحقائب والمرور إلى نظام التدفق الحر للأخبار بصفة سريعة وذلك من أجل بث الخبر بصفة آنية. و كانت الهيئة المذكورة قد تأسست سنة 1980 و دشنت بالجزائر في 1987. ومن بين أهدافها الرئيسية الارتقاء بالخدمة الإخبارية في الهيئات التلفزيونية العربية من خلال تبادل الأخبار ما بين الهيئات الأعضاء وإرساء أسس هذا التبادل والإجراءات المتعلقة به.