اضطرت إدارة المركز الجامعي الاستشفائي بقسنطينة اللجوء إلى خيار"بديل" بعد أن أقدم الأطباء المقيمون الذين يعتبرون العمود الفقري للنظام الاستشفائي و المضربين منذ فترة إلى التوقف عن ضمان المناوبات الليلية يتمثل في تجنيد قدماء الأطباء من أساتذة و الأساتذة المساعدين الذين رجعوا إلى إيقاع هذه المناوبات المتكررة والمنهكة. ويواجه رؤساء الأطباء و الأساتذة و كذا الأساتذة المساعدين فضلا عن شبه الطبيين ضغطا مضاعفا عبر غالبية المصالح الطبية منذ أن توقف الأطباء المقيمون عن ضمان الحد الأدنى للخدمات و المجسدة في المناوبات الليلية. ويؤثر هذا الضغط بشكل غير مباشر على المرضى الذين لم يخفوا غضبهم تجاه إضراب الأطباء المقيمين "الذي أدى إلى تدبدب في مجال التكفل بالمرضى و الفحوصات و الإيقاع العام للأنشطة داخل المستشفى", حسب ما أعرب عنه بعض المرضى بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس بقسنطينة. وأعربت ل/وأج السيدة عذراء التي كانت ترافق والدها الذي يعاني من ارتفاع في ضغط الدم عن أسفها للحالة التي يولدها هذا الوضع لدى المرضى الذين أصبحوا "رهائن إضراب لم يعد من الممكن معرفة نهايته ", معتبرة المرضى "ضحايا" لهذا الوضع القائم. وعلى الرغم من أن العديد من المرضى الذين ينتظرون الفحص كانوا هادئين نسبيًا مبدين صبرهم فإ " الأمور ليست دائما سهلة في هذه المصلحة, حيث يتصرف بعض المرضى في بعض الأحيان بنوع من العدوانية تجاه الطاقم الطبي في حالة البطء في تقديم الرعاية الصحية, حسب ما تمت الإشارة إليه. من جهته أكد الحكيم عبد المؤمن حديبي طبيب مقيم بمصلحة الطب الإشعاعي و عضو بالمكتب الوطني للتنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين ل/وأج أن امتناع الأطباء المقيمين عن العمل "لا يزال متواصلا" و أنه "لا يوجد لحد الآن سوى 30 طبيبا مقيما غير مضرب على مستوى المركز الجامعي الاستشفائي ابن باديس". وأضاف بأن المصالح "الحساسة" تسجل معدل متابعة يقدر ب 100 بالمائة على غرار مصالح أمراض القلب و طب النساء و أمراض و جراحة العظام و جراحة المخ و الأعصاب و كذا الاستعجالات و الإنعاش, معتبرا الأوامر الصادرة عن الوزارة الوصية و الموجهة للأطباء المقيمين أنها "غير قانونية" . وأعرب الدكتور حديبي عن تضامنه قائلا : "إن الأطباء المقيمين ليسوا بعمال أو موظفين لكي يتم توجيه أوامر لهم", معبرا عن عزم أقرانه على التمسك بإضرابهم إلى غاية استجابة السلطات المعنية و وضع مقترحات من أجل تلبية مطالبهم.