تصوير: علاء بويموت تمكنت نقابات الصحة الخاصة بالاستشفائيين الجامعيين، السبت، من تجنيد كامل الأساتذة المحاضرين والأساتذة في العلوم الطبية للدخول في الإضراب عن العمل المقرر لخمسة أيام إلى غاية الأربعاء المقبل، في مجالات محددة بهم تخص وقف العمليات الجراحية غير المستعجلة، التدريس بالجامعات لفائدة الأطباء في مختلف التخصصات والامتحانات، وكذا الفحوصات العادية، الأشعة ونزع الدم باستثناء الحالات الاستعجالية. * وفي المقابل تبددت مخاوف المرضى بشأن العلاج بعديد من المصالح، على غرار نزع الدم والتحاليل وطب الأطفال والمصالح التي يضمن خدماتها الصحية الممرضون والأطباء المقيمون من فئة طلبة التخصصات المختلفة. * هذا، وأنقذت باقي نقابات قطاع الصحة، على غرار نقابة شبه الطبيين- الممرضين- بوجودها خارج الخطة النقابية المسطرة من قبل خمس نقابات بالقطاع، المرضى من مأزق حقيقي، بعدما أعلن نداء الإضراب من قبل نقابات التعليم العالي للصحة والأخصائيين النفسانيين فقط، الممثلة في كل من النقابة الوطنية للأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، النقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية، النقابة الوطنية للأساتذة و"الدوسانت" في العلوم الطبية، النقابة الوطنية لأطباء الصحة العمومية والنقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين * وبذات الخصوص، أكد، الدكتور رشيد بلحاج، ممثل نقابات الأساتذة المساعدين والاستشفائيين الجامعيين في العلوم الطبية، والأساتذة المحاضرين في العلوم الطبية في تصريح ل "الشروق اليومي"، أن نسبة الاستجابة للإضراب فاقت 90 بالمائة وسط الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين، مؤكدا أن جميع المستشفيات الجامعية التزمت بنداء الإضراب، مضيفا "أجلت كل العمليات الجراحية عبر التراب الوطني". * وقد عاينت "الشروق اليومي" في جولة عبر مصالح المستشفى الجامعي مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، تلك المخاوف وسط المرضى بعد نداء الإضراب المعلن، نهاية الأسبوع الماضي. * وفي حديث مع مريض بمصلحة الجهاز الهضمي، أفادنا أن هناك حقيقة، تراجعا في الخدمة بدا واضحا، كما قال لهم عديد من موظفي المصلحة بأنهم في إضراب، وأشار إلى غياب تقديم وجبة الغداء وذلك، في حدود الساعة منتصف النهار و30 دقيقة، عكس سائر الأيام، وفيما كان عدد من الأطباء يتجمع من أربعة إلى خمسة أفراد في ساحات المستشفى وبالمكاتب، ظهر آخرون يحملون أنابيب التحاليل وسماعاتهم ويتجولون في الأقسام في مظهر المزاول لعمله. * أما بالمستشفى الجامعي لحسين داي "نفيسة حمود"، فظهرت الخدمات الصحية عادية وسط الاستعجالات، وباقي المصالح، وحتى بمصلحة الوحدات للتزود بالأدوية كان الأمر عاديا، وخاطبنا عدد من العمال بقولهم "الإضراب يخص الأساتذة الأخصائيين والاستشفائيين الجامعيين"، وخلال حديثنا مع طبيبة أستاذة محاضرة وجدناها بمكتبها بالمستشفى تباشر طبع معلومات بجهاز الإعلام الآلي، قالت لنا في رد عن تساؤلنا "أنا مضربة، لكنني مضطرة لضمان بعض العمل المستعجل". * وقال أربعة أطباء طلبة التقيناهم بمكتب المتابعة الطبية بمستشفى "بارني" إنهم غير معنيين بالإضراب، كونهم طلبة - طبيب مقيم - غير مدمجين في الوقت الراهن بقطاع الوظيف العمومي، حيث أفادوا أن أعمالهم التطبيقية ألغيت بحكم إضراب أساتذتهم. * وفي الاتجاه المعاكس لتيار الإضراب، وقفنا على المهام التي يضمنها عمال شبه الطبي - الممرضون - بقسم طب الأطفال بمستشفى "بارني" الذين وجدناهم في حدود الساعة الواحدة والنصف من دون وجبة غداء، لكثرة التحاليل الطبية، الخاصة بالأطفال المرضى المصابين بداء السكري، وأكدت لنا سيدتان رفضتا الكشف عن اسميهما أن مهامهم تتواصل عادة لغاية الثالثة مساء من دون تناول وجبة منتصف النهار، معبرين عن رغبتهم في الشروع في الإضراب، في انتظار نداء نقابة شبة الطبيين، مؤكدين ضرورة مواصلة مهامهم لفائدة المرضى، حيث كشفت إحداهما عن نقص في التعداد البشري كعنصر أساسي في ضمان الخدمات الصحية، مشيرة إلى تسجيل في كثير من الأحيان ممرضة واحدة ل 18 مريضا، أيام العطل الأسبوعية، وحصولهم على يوم واحد فقط راحة في الأسبوع.